اللواء محمد فريح الحارثي
في مدينة جدة، حيث تتلاقى الأصالة مع الحداثة، تبرز جمعية التوفيق لرعاية الأيتام كمنارة أمل، حاملةً راية عمل خيري تراكمت خبرته عبر السنين. انبثقت الجمعية بشكلها القانوني الحالي من رحم خبرة سابقة تراكمت عبر فريق “ليوث الوطن التطوعي” الذي تخصص في خدمة الأيتام. لم تمضِ ثمانية أشهر على انطلاقها الرسمي حتى أصبحت نموذجاً فريداً في العمل الخيري، لا يكتفي بتقديم الدعم العابر، بل يضع نصب عينيه تمكين الإنسان وبناء مستقبله.
*تمكين شامل… فلسفة تتجاوز الرعاية التقليدية*
تؤمن الجمعية بأن رعاية اليتيم لا تقتصر على “سلة غذائية” أو دعم مالي مؤقت، بل هي عملية متكاملة تبدأ من بناء الشخصية وتمكينها. كما أوضحت المديرة التنفيذية للجمعية الاستاذة نجاة فران:
“نحن رأينا أن الاقتصار على سلة غذائية لا يكفي… ولدينا إيمان أننا نستطيع أن نخرج من اليتيم قامة وقائد المستقبل.”
ومن خلال رؤيتها الاستراتيجية والمتمثلة في مبادرة *”بوصلة تمكين اليتيم”* ، تقدم الجمعية خارطة طريق متكاملة تشمل ستة محاور أساسية:
– الأمان النفسي والاجتماعي
– بناء الهوية والانتماء الثقافي
– التعليم الفعّال والهادف
– الصحة المتزنة
– التمكين المالي والمعيشي
– التمكين الإداري والحقوقي
*من الفلسفة إلى التطبيق: مبادرات ملموسة تصنع الفرق*
لا تبقى الجمعية حبيسة الشعارات، بل تترجم رؤيتها إلى واقع ملموس من خلال سلسلة من البرامج والفعاليات النوعية، أبرزها:
– *مبادرة “القادة الصغار”*: أولى مبادرات التمكين العملية، وتهدف إلى تخريج كوادر شابة مؤهلة من الأيتام، حيث من المقرر أن تتخرج الدفعة الأولى منها قريباً وتضم عشرين من القادة الصغار.
– *فعاليات الدعم النفسي والاجتماعي*: مثل حفل التعارف الذي نظمته الجمعية لتعزيز روح الانتماء والتواصل بين الأيتام وأسرهم، وأعضاء الجمعية، بهدف خلق بيئة آمنة ومحفزة.
– *الفعاليات المجتمعية*: منها حفل الإفطار الخيري في قاعة الماسة بجدة، برعاية رجل الأعمال سعادة الشيخ مبارك بن دهيكل السلمي ، لإدخال السرور إلى قلوب الأطفال الأيتام وتعزيز قيم التكافل الاجتماعي.
*التمكين الحقوقي والإداري: حماية قانونية ورعاية مؤسسية*
ضمن جهودها المتكاملة، تولي الجمعية اهتماماً بالغاً بالتمكين الحقوقي والإداري للأيتام، وهو جانب لا يُرى بالعين المجردة، لكنه يشكّل أساساً متيناً لحياة كريمة. ويشمل هذا الدعم:
– ضمان حصول الأيتام على الوثائق الرسمية والهوية القانونية
– تقديم الدعم في الإجراءات الإدارية التي تضمن حقوقهم في التعليم والرعاية الصحية
– توعية الأيتام وأسرهم بحقوقهم، وتعزيز قدرتهم على المطالبة بها بثقة واستقلالية
*كلمة القيادة: رؤية من داخل الجمعية*
في تصريح خاص، أوضح الدكتور توفيق السلمي، نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية:
_”جمعية التوفيق لخدمة الأيتام أنشئت حديثًا… لكنها كانت نواة لأعمال سابقة كثيرة لرئيس مجلس الإدارة الشيخ مبارك السلمي.”
وأشار إلى أن الهدف الأسمى هو:
_”تمكين اليتيم من ناحية التدريب والتعليم والتوظيف ليكون قادراً على التعامل مع المجتمع.”
وأضاف الدكتور توفيق:
_”الجمعية تحظى بدعم ذاتي من رئيس مجلس الإدارة سعادة الشيخ مبارك بن دهيكل السلمي… ولا شك أننا نتطلع للشراكات الكبيرة والمبادرات من رجال الأعمال حتى تكون الخدمة أوسع.”
*دعوة من القلب للشراكة في صنع الأمل*
إن ما تقدمه جمعية التوفيق هو أكثر من مجرد خدمات؛ إنه استثمار في مستقبل المجتمع وصناعة إنسان مفيد، كما تصفها المديرة الاستاذة نجاة فران لذا، فإننا ندعو أهل الخير، أفرادًا ومؤسسات، إلى دعم هذه المسيرة المباركة:
– بالتبرع المالي أو العيني
– بالمشاركة في المبادرات والفعاليات مثل “القادة الصغار” وبرامج التمكين
– بنشر رسالتها في المجتمع وتعزيز الشراكات معها
فكل مساهمة، مهما بدت بسيطة، ليست مجرد صدقة، بل هي لبنة في صرح إنساني يبني غداً مشرقاً، قد يخرج من بين طياته قائد المستقبل الذي يعود بالنفع على وطنه ومجتمعه.







