حاورها : كمال فليج
في زمنٍ تتقاطع فيه الكلمات مع الشاشات، وتذوب فيه الحروف في فضاءٍ رقمي لا حدود له، تظهر أصوات شعرية جديدة تحمل في نصوصها عبق القصيدة وابتكار التقنية معًا. شاعرتنا اليوم ليست مجرّد صوت شعري كلاسيكي، بل هي صوت يكتب على الورق كما يبرمج على الشاشة، تمزج بين القصيدة والرقمنة، بين الإيقاع والبرمجيات، لتصنع جسورًا شعرية تعبر بنا من العالم الواقعي إلى العوالم الافتراضية.
في هذا الحوار، نقترب أكثر من الشاعرة اتحاد علي الظروف و من تجربتها الفريدة، لنكتشف كيف يتعايش الشعر مع العصر الرقمي، وكيف تُحوِّل الكلمة إلى فضاءٍ نابض بالحياة على منصات التواصل والتقنيات الحديثة.
متى كانت أول مرة خطرت لك فكرة الجمع بين الشعر والتقنية الرقمية؟
اتحاد علي الظروف : أول مرة خطرت لي فكرة الجمع بين الشعر والتقنية الرقمية عام 2020 عندما صارت خاصتي صفحة فيسبوك وبدأت بالنشر عليها فقط ثم انضممت إلى المجموعات الادبية ووسعت نشاطي بها .. 2
. هل تعتبر الشعر الرقمي امتدادًا للتجربة الشعرية التقليدية أم قطيعة معها؟
اتحاد علي الظروف : نعم الشعر الرقمي امتدادللشعر التقليدي ومازال الكثير من الشعراء يكتبون نصوصهم بالقافية والوزن ولهم تحية حيث حافظوا على موروث ثقافي عربي باستمرار بحور الشعر وإيحائها… 3.
كيف توظّف الوسائط الرقمية (الصوت، الصورة، الفيديو، البرمجة) داخل نصوصك الشعرية؟
اتحاد علي الظروف : دائما احب أن ارفق النص بصورة تحاكيه من حيث المضمون
ما التحديات التقنية التي واجهتك أثناء إنتاج نصوص رقمية؟
اتحاد علي الظروف : لم يكن هناك أي تحد أثناء اانتاج اي عمل سوى بعض الاشكالات مع الفيسبوك مثل موضوع النص ومحتواه مثلا ان تكتب ما يخص موضوع فلسطين وقضية فلسطين…
هل ترى أنّ الشعر الرقمي يحتاج إلى معرفة تقنية متقدّمة أم أن الحسّ الشعري يكفي؟
اتحاد علي الظروف : انا لا أرى الشعر يحتاج لمعرفة رقمية فالحواس والوعي والقدرة على صياغة موضوع ما إلى نص بشكل شعري او أدبي لا يحتاج الا للذات البشرية تحديدا فالعالم الرقمي لا يبدع كما تبدع النفس البشرية….
كيف يختلف تلقي القارئ للشعر الرقمي عن تلقيه للشعر الورقي؟
اتحاد علي الظروف : طبعا واكيد الإنسان يفهم بحواسه الخمسة والناس التي تهتم بالقراءة أسرع لها عن طريق الشبكة حيث وفرت علينا الرجوع الى ما نريد مباشرة دون حمل كتاب وتقليب صفحاته…
هل تلقيت ردود فعل مغايرة من القراء التقليديين مقارنة بجمهورك الرقمي؟
اتحاد علي الظروف : طبعا في البداية لم يكن تقبل الى ان تمت قراءة منشوراتي عدة مرات وعرفوا المضمون وتتابع سياق النص من البداية الى النهاية بشكل جزل وواضح المعنى
ما علاقتك بفكرة “الزمن الرقمي” وكيف ينعكس ذلك على موضوعاتك الشعرية؟
اتحاد علي الظروف : التطور لعب دورا ايجابيا وعادله تماما تطورا سلبيا فانت اغلب الأحيان لا تستطيع نقل ما تريد بسبب كثرة المصالح التي تطلب وتتطلب مصلحتها نشر ما يفيد لها وفقط
هل يمكن للشعر الرقمي أن يعيد تعريف “القصيدة” في المخيال الأدبي؟
اتحاد علي الظروف : لا اعتقد فالطبيعة والخيال في الشعر القديم كان لها اثر كبير في القافية والوزن . هذا الزمان للسرعة عنوان ..فان محدودية النص في قصره مطلوبة حتى يقراه الجميع
كيف ترى مستقبل الشعر عربيًا وعالميًا؟
اتحاد علي الظروف : نحن في عالم منهار ..اللقمة والامان هما المطلب اولا والاستقرار الذي انعدم فكريا قبل المكان فكيف تصنع ابداعا وانت تعاني وهموم الاخرين لم تعد تعنيك لان همك فاق حمله عليك
هل تفكر في إدماج تقنيات جديدة مثل الذكاء الاصطناعي أو الواقع الافتراضي في تجربتك الشعرية؟
اتحاد علي الظروف : ممكن اذا كان ذلك لا يضر محتوى النص ويغير محتواه الى الان لم استخدم الذكاء الاصطناعي.
ما رسالتك للشعراء الشباب الذين يرغبون في خوض تجربة الشعر ؟
اتحاد علي الظروف : اقول للشباب اكتبوا لانفسكم من كتب لنفسه نجح ومن كتب ليرضي الاخرين فلا تعتقدوا ان احدا يرضى
وأخيرًا، ما الذي يظل خالدًا في الشعر رغم تحولات الوسائط والأزمنة؟
اتحاد علي الظروف : ما يبقى خالدا .. عندما تحاكي كلمتك الروح تنقل صورة بسيطة بكلمات سهلة وبسيطة للناس ومحتوى يحاكي الجميع ويشد الجميع. اتحاد تحياتي لكم جميعا في قناة نيوز مع دوام التقدم والنجاح في مسيرتكم جميعا.
*** / ***
وهكذا، يتضح أنّ الشعر في عصر الرقمنة لم يفقد بريقه، بل اكتسب أبعادًا جديدة تجعل الكلمة أكثر انفتاحًا وقدرة على التحليق.
لقد منحتنا الشاعرة اتحاد علي الظروف من خلال هذا الحوار رؤية مختلفة عن الشعر كفنّ يتجدد ولا ينغلق، يكتب بالحبر كما يضيء بالضوء الرقمي.
إنّها دعوة للتأمل في أن القصيدة قادرة على العيش في كل الأزمنة، لأنها ببساطة روح إنسانية تتجاوز الحدود، وتستطيع أن تتشكّل في الورق كما في الفضاء الافتراضي، دون أن تفقد جوهرها الأصيل.
