منصور نظام الدين: جدة:-
أكد أستاذ وإستشاري غدد الصماء وسكري الأطفال بمستشفى جامعة الملك عبدالعزيز بجدة البروفيسور عبدالمعين عيد الأغا : أن إدمان الأطفال على تناول رقائق الشيبس أصبح ظاهرة غذائية مقلقة تستحق وقفة جادة من الأسرة، لما لها من تأثيرات صحية وسلوكية خطيرة على المدى القصير والبعيد ، مبينا أن الإدمان على الشيبس لا يقتصر على الرغبة في تناول وجبة خفيفة، بل يتحول إلى سلوك غذائي قهري بسبب احتوائه على نسب عالية من الملح والدهون المشبعة والمنكهات الصناعية التي تحفز مراكز المتعة في الدماغ، فتجعل الطفل يطلبها باستمرار ويهمل الأطعمة المفيدة.
وأضاف: أن الأمراض الناتجة عن الإدمان على الشيبس عديدة ومتنوعة، تبدأ من السمنة المفرطة وارتفاع ضغط الدم،إلى اضطرابات الجهاز الهضمي، وضعف المناعة، وارتفاع نسب الكوليسترول في سن مبكرة، بجانب تأثيرها السلبي على النمو العقلي والتركيز والتحصيل الدراسي بسبب نقص العناصر الغذائية الضرورية كالبروتينات والفيتامينات والمعادن.
وأشار إلى أن وجبة الشيبس ليست وجبة صحية إطلاقا، بل يمكن تصنيفها ضمن “الوجبات السريعة الضارة”، كونها خالية من القيمة الغذائية ومليئة بالدهون المهدرجة والمواد الحافظة، وأن تناولها بشكل متكرر يؤدي إلى زيادة فرص الإصابة بالأمراض المزمنة مستقبلاً.
وشدد على أهمية توجيه الأطفال وتوعيتهم منذ الصغر بخطورة الاستهلاك المفرط في تناول الشيبس ، وذلك عبر الحوار الهادئ، وتعليمهم كيفية اختيار طعام صحي بطريقة إيجابية بعيدًا عن أسلوب المنع القسري. كما دعا الأسر إلى توفير بدائل صحية مثل شرائح البطاطس المخبوزة في الفرن بدل المقلية، أو الفواكه المجففة، أو المكسرات غير المملحة، أو الفشار المحضر في المنزل بكمية قليلة من الملح .
واختتم البروفيسور الأغا تصريحه بالتأكيد على أن الشيبس يعتبر من أبرز مصادر السعرات الحرارية الفارغة، حيث يحتوي على كميات كبيرة من السكر والملح والمواد المحسنة والمنكهات الصناعية والألوان، مما يجعله من الأطعمة التي تدفع الشخص لتناول كميات هائلة دون أن تمنحه شعورا حقيقيًا بالشبع ، كما يخلو تمامًا من العناصر الأساسية مثل البروتين والألياف، ما يزيد من احتمالية إصابة متناوليه بعدد من الأمراض المزمنة مع مرور الوقت ، فالطَعم اللذيذ لا يعني الأمان الصحي، وإن كل كيس شيبس قد يخفي خلفه مادة تضعف صحة الأطفال ببطء دون أن يشعروا.






