منصور نظام الدين : جدة :-
أكد استشاري طب الأسرة والمجتمع الدكتور محمد بكر قانديه : أن الإفراط في استخدام الأجهزة الإلكترونية بات يشكل خطرًا متزايدًا على صحة الأطفال الجسدية والنفسية والاجتماعية، مبينا :أن الاستخدام المفرط لهذه الأجهزة لم يعد مجرد سلوك ترفيهي، بل أصبح عاملًا مسببًا لعدد من الاضطرابات الصحية والسلوكية التي تتفاقم مع غياب التوجيه الأسري والوعي المجتمعي
وأوضح : أن أبرز الأمراض التي تصيب الأطفال بسبب الجلوس الطويل أمام الشاشات تشمل ضعف البصر وجفاف العين نتيجة التعرض المستمر للإضاءة الزرقاء، وآلام الرقبة والظهر الناتجة عن الوضعيات الخاطئة أثناء الجلوس، إضافة إلى السمنة والخمول الحركي بسبب قلة الحركة، إلى جانب ضعف التركيز والتحصيل الدراسي جراء تشتيت الانتباه المستمر بين الألعاب والمحتوى الرقمي.
وأشار إلى أن الأضرار لا تقتصر على الجانب البدني فقط، بل تمتد لتشمل انعكاسات نفسية واجتماعية عميقة، إذ يؤدي الانغماس الزائد في العالم الافتراضي إلى العزلة الاجتماعية، والقلق، والاكتئاب، وسرعة الغضب،
موضحًا :أن الأطفال الذين يقضون ساعات طويلة أمام الشاشات يواجهون صعوبة في بناء علاقات واقعية وتطوير مهارات التواصل مع الآخرين، وهو ما ينعكس سلبًا على نموهم العاطفي وسلوكهم الاجتماعي.
وأضاف: أن من أخطر الظواهر المترتبة على الإفراط في استخدام الأجهزة الإلكترونية اضطرابات النوم والسهر المفرط،إذ تؤدي الإضاءة المنبعثة من الشاشات إلى تثبيط إفراز هرمون الميلاتونين المسؤول عن تنظيم النوم، مما يسبب الأرق وصعوبة النوم وتراجع النشاط الصباحي وضعف التركيز الدراسي ، كما أن الألعاب الإلكترونية المثيرة والمليئة بالتحديات تزيد من فرط التوتر واليقظة العصبية لدى الأطفال، الأمر الذي يجعل النوم أكثر صعوبة ويؤثر على انتظام حياتهم اليومية.
ونوه د.قانديه إلى أن الأسرة تمثل خط الدفاع الأول في حماية الأطفال من مخاطر التقنية، وذلك من خلال وضع ضوابط واضحة للاستخدام تشمل تحديد أوقات مناسبة للشاشات، وتشجيع الأطفال على ممارسة الأنشطة البدنية والهوايات الاجتماعية، وتنظيم أوقات النوم والدراسة.
ويوجّه د.قانديه مجموعة من النصائح الصحية والتربوية للأطفال وأسرهم، من أبرزها: ضرورة تقنين ساعات استخدام الأجهزة بحيث لا تتجاوز ساعتين يوميًا، وتجنب استخدامها قبل النوم بمدة كافية، وممارسة الرياضة للحفاظ على التوازن الجسدي والنفسي، والحرص على التفاعل الاجتماعي الواقعي، ومراجعة الطبيب المختص عند ظهور أي مؤشرات على اضطرابات بدنية أو نفسية مرتبطة بالاستخدام المفرط للأجهزة ، مشيرا إلى أن التقنية الحديثة يمكن أن تكون وسيلة بناءة للتعلم والتطور متى ما أُحسن استخدامها بوعي وتوازن، وأن حماية الأطفال تبدأ من داخل الأسرة عبر المتابعة الدائمة وتوجيه الاستخدام نحو ما ينفعهم ولا يضر صحتهم ومستقبلهم.






