د. منصور نظام الدين: جدة
أكد استشاري علاج الأورام بالأشعة الدكتور هدير مصطفى مير : أن الشهر العالمي للتوعية بسرطان الرئة الذي يصادف نوفمبر من كل عام يمثل فرصة مهمة لتكثيف الجهود التوعوية والطبية في مواجهة واحد من أخطر أنواع السرطانات التي تهدد حياة الملايين حول العالم ، إذ إن هذا الشهر لا يقتصر فقط على التذكير بخطورة المرض، بل يهدف أيضًا إلى تعزيز الوعي بأهمية الكشف المبكر واتباع أنماط حياة صحية تقلل من مخاطر الإصابة.
وتابع : سرطان الرئة يعتبر من أكثر أنواع السرطان انتشارا ويأتي في مقدمة أسباب الوفيات الناتجة عن الأورام الخبيثة عالميا، ولهذا فإن التوعية تمثل خط الدفاع الأول للحد من انتشاره ، مبينا أن أسباب سرطان الرئة متعددة، إلا أن أبرزها يتمثل في التعرض المستمر للمواد المسرطنة مثل دخان السجائر، والعوادم، والغازات السامة، والأتربة الصناعية
كما أن التعرض الطويل للإشعاعات أو للغازات الكيميائية مثل غاز الرادون يعد من المسببات المؤثرة أيضًا.
وحول الأعراض قال د.مير : المرض غالبًا لا يظهر علامات واضحة في مراحله الأولى، لكن مع تطوره تظهر بعض الأعراض التي يجب عدم تجاهلها، مثل السعال المزمن، خروج الدم مع البلغم، ضيق التنفس، ألم الصدر، فقدان الوزن غير المبرر، والشعور بالتعب العام ، وكلما تم اكتشاف المرض في مرحلة مبكرة، كانت فرص الشفاء والعلاج أكبر بكثير.
وحول التدخين وعلاقته بسرطان الرئة يواصل
الدكتور مير :
أوضحت التقارير الصحية العالمية أن التدخين هو السبب الأول والرئيسي للإصابة بالمرض، سواء كان التدخين مباشراً أو سلبياً ، فنحو 85 إلى 90٪ من حالات سرطان الرئة مرتبطة بالتدخين، ولا يقتصر الخطر على المدخنين فقط، بل يشمل كل من يتعرض لدخان السجائر بشكل متكرر، سواء في المنزل أو في أماكن العمل ، فالمواد الكيميائية الموجودة في دخان التبغ تحدث تلفا مباشرا في خلايا الرئة مع مرور الوقت، مما يؤدي إلى تحوّلها إلى خلايا سرطانية ، كما أن الإقلاع عن التدخين في أي مرحلة من العمر يقلل من خطر الإصابة تدريجيا.
وبيّن الدكتور مير :أن الرجال كانوا أكثر عرضة للإصابة بسرطان الرئة بسبب ارتفاع معدلات التدخين بينهم، إلا أن الفجوة بدأت تضيق خلال العقود الأخيرة نتيجة لزيادة معدلات التدخين بين النساء وتعرضهن لعوامل بيئية مشابهة ، وتشير الإحصاءات الحديثة إلى ارتفاع واضح في نسب إصابة النساء بسرطان الرئة في العالم ، حتى بين غير المدخنات، مما يبرز أهمية دراسة العوامل الوراثية والبيئية التي قد تسهم في ظهور المرض.
ويوجّه الدكتور مير : بعض النصائح الجوهرية
للوقاية وتجنب الإصابة من سرطان الرئة وهي : الإقلاع التام عن التدخين وتجنب التواجد في أماكن يكثر فيها التدخين السلبي ، والحرص على التهوية الجيدة في المنازل وأماكن العمل لتقليل تراكم الغازات والملوثات ، واتباع نظام غذائي صحي غني بالخضروات والفواكه ومضادات الأكسدة لدعم الجهاز المناعي ، وممارسة النشاط البدني المنتظم لتحسين وظائف الرئة والدورة الدموية ، وإجراء الفحوصات الدورية والكشف المبكر خصوصًا للأشخاص المعرضين للخطر، مثل المدخنين أو العاملين في البيئات الصناعية ، والابتعاد عن الملوثات الهوائية قدر الإمكان، خصوصًا في المدن المزدحمة أو المناطق الصناعية ، وايضا استمرار البرامج التوعوية عن سرطان الرئة، فالتوعية قادرة على إنقاذ الأرواح، والاهتمام بالصحة التنفسية يجب أن يكون أولوية يومية، فالرئة هي الحياة، وحمايتها مسؤولية فردية ومجتمعية.






