الجزائر _ كمال فليج
استلمت شركة الخطوط الجوية الجزائرية، مساء يوم الخميس بمطار هواري بومدين الدولي, أول طائرة لها في إطار برنامج تجديد وتوسيع أسطولها، الذي من شأنه اعطاء دفع جديد لنشاط الناقل الوطني على المستويين الاقليمي و الدولي على المدى المتوسط, وهذا خلال مراسم اشرف عليها وزير الداخلية و الجماعات المحلية و النقل سعيد سعيود.
ويتعلق الأمر بطائرة من طراز “إيرباص أي 330 نيو” (Airbus A330neo) ذات 308 مقاعد, حيث من المقرر أن تبرمج أول رحلة تجارية لها نحو مدينة مونتريال الكندية يوم السبت المقبل.
وجرت مراسم الاستلام بحضور الرئيس المدير العام للشركة حمزة بن حمودة, و المدير العام للجمارك اللواء عبد الحفيظ بخوش و كذا الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين عمار تاقجوت.
وفي كلمة له بالمناسبة, أكد السيد سعيود أن استلام الطائرة التي سميت ب “نوفمبر 54” يمثل “انطلاقة فعلية نحو تحقيق رؤية شاملة لتطوير النقل الجوي الوطني وتعزيز مكانة الجزائر في الساحة الدولية”, وهذا تنفيذا لتعليمات رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون.
وأشار الوزير إلى أن البرنامج الجديد “سيمكن الشركة من توسيع شبكة رحلاتها نحو البلدان الإفريقية والعواصم العربية وكبرى مدن العالم، واستعادة مكانتها التنافسية على المستوى الدولي”، مضيفا أن “برنامج تجديد الأسطول يستجيب للطلب المتزايد على النقل الجوي، ويوفر للمسافرين خدمات أكثر جودة وراحة” ما يتطلب خلق حركية جديدة على مستوى المطارات الوطنية من خلال مشاريع التطوير والعصرنة.
وفي هذا الصدد، كشف الوزير أن مشروع عصرنة مطار الجزائر الدولي سيتم اطلاقه في أقرب الآجال، مؤكدا أن “الدولة خصصت له ميزانية ضخمة” ليتحول إلى ”مطار ذكي بمواصفات عالمية يواكب التحول الرقمي في خدمات النقل الجوي”.
من جانبه، أكد السيد بن حمودة أن استلام هذه الطائرة يمثل “بداية مرحلة جديدة في مسار تطوير الأسطول الوطني، وانطلاقة نوعية في الرؤية التشغيلية والخدمات المستقبلية للشركة”، مشيرا إلى أن مباشرة برنامج توسيع وتعزيز الاسطول يأتي ”في شهر نوفمبر المجيد، شهر الملاحم وروح الفداء والعزة، حيث تتجلى عظمة الإرادة وسمو الانتماء الوطني”.
وابرز السيد بن حمودة قائلا ان إدماج الطائرة الجديدة ضمن أسطول الشركة يفتح إمكانيات أوسع لتطوير الشبكات وفتح مسارات جديدة، وتعزيز الربط بين الجزائر ومحيطها القاري والدولي, مضيفا ان الغاية هي جعل ”مطار الجزائر نقطة التقاء وحركة، وفضاء عبور متقدم يربط بين إفريقيا وأوروبا وآسيا، وفق رؤية واضحة ومسار مدروس”.
وأشار الى أن “أسطول الخطوط الجوية الجزائرية يضم حاليا 55 طائرة، إضافة إلى 15 طائرة تابعة لشركة الخطوط الجوية الداخلية، وسيعزز في المرحلة الجارية بـ16 طائرة جديدة تستلم تدريجيا، من بينها طائرتان إضافيتان من نوع Airbus A330-900، لما يتميز به هذا الطراز من كفاءة تشغيلية عالية واقتصاد في استهلاك الوقود”.
من جهته، أكد هادي عكوم، نائب رئيس المبيعات لإفريقيا والمشرق لدى المصنع الاوروبي “إيرباص”، أن الخطوط الجوية الجزائرية تستعد لتكون رائدة في استخدام طراز A330neo في إفريقيا، ضمن رؤية طموحة تعزز مكانتها الإقليمية.
وأشاد بمستوى البنى التحتية للشركة، خصوصا مركز الصيانة والتكوين، معتبرا أن هذه البنى تجعل الشركة الجزائرية “مرجعا في التدريب والصيانة”. وأضاف أن هذه الخطوة تعزز موقع الجزائر كمركز إفريقي للتميز في الطيران، ورسالة واضحة على إرادتها في أن تكون بوابة رئيسية تربط القارة الافريقية بالعالم.
بدوره، أكد جورج أبو النصر، المدير التنفيذي للأعمال التجارية لمنطقة إفريقيا لدى شركة “رولز رويس”، التي صنعت محرك الطائرة، أن الجوية الجزائرية بصدد مرحلة مهمة في مسار التطور والتجديد، ما يؤكد التزامها بالريادة في عالم الطيران.
وأوضح أن المحرك الجديد الذي زودت به الطائرة يتميز بكفاءة عالية في استهلاك الوقود، منوها بالتعاون مع الشركة الجزائرية.
وتضم مقصورة الطائرة المقتناة ثلاث درجات, درجة الأعمال التي بها 18 مقعدا، و24 في الدرجة الاقتصادية الممتازة، و266 مقعدا في الدرجة الاقتصادية.
ومن بين مزاياها, قلة استهلاكها للوقود ب 25 بالمائة وكذا في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون لكل مقعد مقارنة بالأجيال السابقة، وهي مجهزة بأنظمة ترفيه حديثة على غرار خدمة “الواي فاي”.
يشار الى أن شركة الخطوط الجوية الجزائرية قد أطلقت سنة 2023 برنامجا لتجديد أسطولها من خلال اقتناء ثماني طائرات من طراز Boeing 737 MAX-9 وثماني طائرات أخرى من طراز Airbus A330-900, قبل أن ترفع مؤخرا طلبيتها الى عشر طائرات من العلامة الأوروبية.
كما يتعلق الامر ايضا بطلبية اخرى لاقتناء 16 طائرة من طراز ATR 72-600 في سنة 2025 من أجل تعزيز الشبكة الداخلية.
وتتضمن خطة عمل الخطوط الجوية الجزائرية, التي تمتد حتى سنة 2035, عمليات اقتناء جديدة أخرى لتلبية الطلب المحلي والدولي بشكل أفضل.







