د. منصور نظام الدين: جدة:-
كشف استشاري أول أمراض الكلى نائب رئيس لجنة منظمة الصحة العالمية للتبرع بالأعضاء والأنسجة وزراعتها الدكتور فيصل عبدالرحيم شاهين ، أن اليوم العالمي للسكري الذي يصادف 14 نوفمبر من كل عام يمثل فرصة مهمة لتسليط الضوء على العلاقة الوثيقة بين مرض السكري وصحة الكلى، مبيناً أن التوعية المبكرة والمتابعة الدورية تشكلان خط الدفاع الأول ضد الفشل الكلوي الذي يعد أحد أخطر مضاعفات السكري.
وقال إن الكلى تعتبر من أكثر الأعضاء تأثرًا بمرض السكري، إذ يؤدي ارتفاع مستوى السكر في الدم على المدى الطويل إلى تلف الأوعية الدموية الدقيقة داخل الكلى، ما يقلل قدرتها على تنقية الدم والتخلص من السموم، وقد يتطور الأمر إلى ما يُعرف بـ”الاعتلال الكلوي السكري”، وهو من أكثر أسباب الفشل الكلوي المزمن شيوعًا حول العالم.
وأضاف أن تأثير السكري لا يقتصر على الكلى فقط، بل يمتد إلى معظم أعضاء الجسم، فهو يؤثر على الأعصاب، وشبكية العين، والقلب، والأوعية الدموية، والأطراف، ويُضعف مناعة الجسم، ما يجعل المريض أكثر عرضة للإصابة بالالتهابات والأمراض المزمنة الأخرى، وبذلك فإن إدارة المرض بشكل سليم تمكّن المريض من التمتع بحياة صحية وطبيعية.
وعن المهام التي تقوم بها الكليتين يواصل د.شاهين:
وظيفة الكليتين أساسية وحيوية جداً للحفاظ على توازن الجسم وصحته العامة، فهما تقومان بعدة مهام مهمة، من أبرزها : تنقية الدم من الفضلات والسموم ، إذ تعمل الكليتان كمصفاة طبيعية للجسم، حيث تقومان بإزالة الفضلات الناتجة عن عمليات الأيض والمواد السامة من الدم، ثم إخراجها عن طريق البول ، وبجانب ذلك تنظيم توازن السوائل والأملاح ، إذ تساعد الكليتان في الحفاظ على توازن الماء، والصوديوم، والبوتاسيوم، وغيرها من الأملاح داخل الجسم، مما يضمن عمل الخلايا والأعضاء بشكل طبيعي ، وأيضا تنظيم ضغط الدم ، فالكليتان تنتجان هرمون الرينين الذي يساهم في التحكم في ضغط الدم من خلال تنظيم كمية السوائل والأملاح في الجسم ، وهناك مهام إنتاج هرمونات مهمة مثل هرمون الإريثروبويتين الذي يحفّز نخاع العظم لإنتاج خلايا الدم الحمراء، والكالسيتريول (الشكل النشط لفيتامين د) الذي يساعد على امتصاص الكالسيوم لصحة العظام ، وايضاً الحفاظ على توازن الحموضة (الأس الهيدروجيني) ، إذ تقوم الكليتان بتنظيم مستوى الأحماض والقلويات في الدم، مما يمنع حدوث اضطرابات خطيرة في وظائف الجسم ، وإضافة إلى ما سبق تساهم الكليتان في إخراج نواتج الأدوية والمركبات الكيميائية بعد أن يقوم الكبد بتحليلها.
وشدّد د.شاهين على أن الوقاية تبدأ من الوعي، وأن ضبط مستوى السكر في الدم هو الأساس في حماية الكلى وسائر أعضاء الجسم، موجهاً بعض النصائح لمرضى السكري وهي : المتابعة الدورية مع الطبيب المختص وفحص وظائف الكلى بشكل منتظم ، الالتزام بالتغذية الصحية الغنية بالخضروات والألياف وتقليل تناول الأملاح والدهون المشبعة ، ممارسة النشاط البدني بانتظام بما يتناسب مع الحالة الصحية للمريض ، شرب كميات كافية من الماء للحفاظ على ترطيب الجسم ودعم وظائف الكلى ، الابتعاد عن التدخين لأنه يزيد من خطر مضاعفات السكري على الأوعية الدموية ، تجنب استخدام الأدوية دون استشارة الطبيب خصوصًا المسكنات التي قد تؤثر على الكلى.
واختتم د.شاهين تصريحه بالتأكيد على أن اليوم العالمي للسكري ليس فقط للتذكير بخطورة المرض، بل هو دعوة للمجتمعات لتبني نمط حياة صحي يقي من السكري ومضاعفاته، ويحافظ على الكلى التي تعد “فلتر الحياة” في جسم الإنسان






