ا/بسمة الأمير
جازان /صدى نيوز إس
ليست جملة تُقال للتهرّب، ولا ورقة ضغط ألوّح بها في لحظة غضب.
هي موقف محسوم… قرار يخرج من أعماق الوعي، لا رجعة فيه ولا مراجعة بعده.
هناك أشخاص يتعاملون مع الحذف وكأنه سلاح يلوّحون به كلما اصطدمت آراؤهم الهشّة بالواقع، أو كلما شعروا بأن بريقهم انطفأ أمام أبسط مواجهة.
أشخاص اعتادوا من محيطهم الخضوع، حتى صدّقوا أن الجميع خُلق ليُرضي نزواتهم، وليُطأطئ رأسه لهم، لأسباب يعفّ العاقل عن الخوض فيها.
فحين يأتي أحدهم، غارقًا في غروره، ويقول لك: «احذفني»
فليعلم جيدًا أنّ التنفيذ عندي لا يتمّ على مستوى الأزرار، بل على مستوى القيمة.
الحذف عندي يبدأ من القلب، حين يتوقف النبض عن منح من لا يستحق مساحة بداخله.
ويمتد إلى الفكر، حين تسقط مكانته من الذاكرة دون ضجيج.
ويصل حتى اللسان، الذي لا يعود ينطق باسمه، فالاسم الذي لا قيمة له لا يستحق أن يخرج من فمي.
والقلم بدوره يرفض أن يخطّ حرفًا واحدًا يذكّره.
أما الحذف من وسائل التواصل… فذلك مجرد خطوة شكلية تأتي في النهاية، تأكيدًا لواقع سبقها بكثير.
لا عودة.
لا اعتذار.
لا محاولة ترميم.
فالخط الذي قُطع، قُطع بوعيٍ كامل، وبقناعة لا تهتز.
وأتمنى — لو كان القرار بيدي — أن يضيف الواتساب خاصية إخفاء المحظور تمامًا عن القروبات الجماعية، حتى لا يظهر اسمه، ولا يظهر وجوده، ولا يُشاركه أحد لحظة حضور.
أريده اختفاءً كاملاً، يشبه تمامًا الاختفاء الذي اخترته له في داخلي.
فبعض الأشخاص لا يستحقون حتى رفاهية أن نراهم…
ولا حتى صدفة.






