الرئيسية الإبداع الأدبي لياقة الهدوء

لياقة الهدوء

57
0

الكاتبة  وجنات صالح ولي.

في عالمٍ يزدحم بالصخب والعقول المندفعة، لا يبقى الإنسان حيًّا من الداخل إلا إذا أتقن فن التوازن بين ما يشعر به وما يُظهره. هناك لحظات لا تحتاج فيها إلى قوة عضلية ولا إلى لسان سريع، بل تحتاج إلى هدوءٍ يشبه حكمة العواصف حين تختار ألا تهبّ… رغم قدرتها على إقتلاع كل شيء. الهدوء ليس ضعفًا، بل مهارة لا يتقنها إلا من عرف نفسه جيدًا.
تأكد بأن المحافظة على الهدوء من أصعب المراحل التي قد تمر بها وتحتاج إلى جهد عقلي ونفسي، وحتى لا تضع عقلك في مرحلة الجزء الغبي أتقن ذلك الدور، وعادةً سيحدث لك ذلك ربما بعد تجاوز الثلاثين وربما استطعت ذلك مبكرًا، وحين تكون تحت وطأة ظروف وضعك فيها بعض الأغبياء بقصد أو بدون قصد، المهم: إياك أن تبقى غبيًا، ولكن كن ذلك الذكي المتقن لدور الغباء بشطارة، فكما قيل: سيد قومه المتغابي، فليس كل ما يدور حولك يستحق الالتفات.
تغافل، ولكن لا تتنازل، أهدأ، ولكن لا تستسلم، راقب بصمت، ولكن لا تكن صامتًا عن حقك، فالحكمة ليست في أن تفهم الجميع، بل في أن تختار متى تُظهر أنك فهمت، ومتى تُظهر أنك لم ترَ شيئًا، فهذا هو ذكاء المتمرسين للهدوء … الذين يمرّون بين الحماقات دون أن يفقدوا سلامهم الداخلي.