حاورها من الجزائر _ كمال فليج
في زمن تتسارع فيه الخطى نحو الحداثة وتتهاوى فيه بعض القيم تحت ثقل العولمة، تظهر أصواتٌ تؤمن بأن الثقافة ليست ترفًا، بل جسرًا يصل الماضي بالحاضر ويحمي الذاكرة من التلاشي. ضيفتنا اليوم شاعرة وكاتبة تحمل في قلبها وهج الكلمة، وفي يدها مشروع ثقافي أصيل، وبحسّها الإبداعي أصدرت مؤلَّفها “مرايا على وتر الخاطرة“، الذي شكّل بصمة خاصة في مسارها الأدبي.
وبصفتها رئيسة جمعية ثقافية تُعنى بالتراث والأصالة، تعمل على إبراز الهوية المحلية، وصون الموروث، وإشراك الأجيال الصاعدة في صناعة وعي ثقافي يعيد للروح ملامحها الأولى.
- كيف كانت بداياتك مع الشعر والكتابة؟ وهل جاء الإبداع صدفة أم كان امتدادًا لبيئة عائلية وثقافية معينة؟
السيدة رشيد موجيلالي قاتر : تحية خاصة للصديق والأخ السيد كمال فليج الصحفي الإعلامي صاحب البصمة الخاصة في كل صوره الجميلة سعيدة ايضا بالحوار فمن خلال خطواتي الأولى تشبعت يجو من الثقافة والفن والقراءة بأسرة محافظة ومن ام مثقفة وليست متعلمة كان جدي لأمي يجيد 4لغات على الأكثر شاعر ويحمل ثقافة كبيرة يحب العلماء ويستظيفهم لأيام عديدة وهومحب العلم مع الظروف الإجتماعية لم تتعلم أمي لكن حملت ذاك الكم الهائل من الثقافة والفن لانها كانت ملازمة للمذياع الذي كان ينشر الوعي والفن المهم في أسرة فقيرة ماديا ولكن أسرة غنية بكل الجماليات من الفن و الثقافة والكتب النفيسة والعتيقة شببت ورايت اختي الكبيرة تنسج القصيدة كمحاولات وكذلك أخي ولم اكن استوعب انني ساغامر في مجال الكتابة مند طفولتي مند 1987 حين تلقيت دعوات المشاركة في لقاءات ادبية بالولاية وهكدا بدأت مشاراكاتي بنصوص نثرية وقصائد عمودية
- ما اللحظة التي شعرتِ فيها بأنكِ “شاعرة” وأن الكلمة باتت جناحك الحقيقي؟
السيدة رشيد موجيلالي قاتر : لم أشعر بذلك إلا لما بدأت بكتابة القصيدة الوطنية ولما تعالى تصفيقات الجمهور والزغاريد
- كيف تصفين علاقتك بالنص: هل تكتبين بدافع الإلهام أم وفق مشروع أدبي واضح؟
السيدة رشيد موجيلالي قاتر : وانا اكتب القصيدة لما يثاورني شعور السعادة والفرح وهو بدافع الإلها
- بحكم رئاستك لجمعية ثقافية تُعنى بالتراث والأصالة، كيف ترين علاقة الجيل الجديد بإرثه الثقافي؟
السيدة رشيد موجيلالي قاتر : ان ترسيخ مفهوم التراث الثقافي لدى الأجيال وتسطير خطوط عريضة لحمايته يكون هو السياسة الرشيدة التي ستحميه مستقبلا وعلى الشباب أن يحافظوا على هاته الملكية الخاصة بالوطن و العامة الخاصة بالإنسانية جمعاء حينما نتكلم عن التراث المادي والا مادي الجزائري
- ما أبرز التحديات التي تواجهونها في الحفاظ على الموروث الشعبي في ظل العولمة؟
السيدة رشيد موجيلالي قاتر : في ضل العولمة نجد دافعا إيجابيا يوصل المفاهيم الداعمة لصيانة التراث .نجد الصوت والصورة والجرائد الإلكترونية تخدم الفكرة وتوصل المعنى كثقافة هامة وطنية عالمية وإنسانية
- هل تجدين أن الشعر والأدب يمكن أن يكونا وسيلة فعالة لحماية التراث وإعادة إحيائه؟ وكيف؟
السيدة رشيد موجيلالي قاتر : ان الشعر والأدب هو ذاكرة شفوية ومن التراث النادي والتي من خلالها تحمل كما هائلا من الثقافات القديمة وتؤرخ للإنسانية مند أن عرفت الكتابة لتضاف إلى المكتبات عبر العصور ان ثقافة الأمة تقترن لمدى حرصها على الأدب والشعر كصوت حقيقي للنخبة وهم وسيلة الحفاظ على التراث ونشره بإمتياز
- ما الذي دفعكِ إلى تأسيس أو قيادة جمعية ثقافية ولائية بدل الاكتفاء بدور الشاعرة والكاتبة و امينة مكتب لجمعية وطنية؟
السيدة رشيد موجيلالي قاتر : ان تأسيس جمعية ثقافية إضافة كوني أمينة عامة للمكتب الولائي للجمعية الجزائرية للأدب الشعبي يتمحور في كوني أحب الجمعية الجزائرية للأدب الشعبي والتي تولي الأدب الشعبي رعاية خاصة من خلال الملتقيات الثقافية وجمعيتي تصب في نفس الهدف وهي خاصة بمدينتي سيدي بلعباس وليكون الحرص أكثر بدعم مادي من السلطات الولائية مقابل نشاطات هامة في الولاية
- ما أهم المشاريع أو الأنشطة التي تعتبرينها بصمتكِ الخاصة في مسار الجمعية؟
السيدة رشيد موجيلالي قاتر : ان من ضمن المشاريع الهامة في الجمعية المشاركة في تنشيط الأعياد الوطنية ايضا الملتقى المحلي للحكواتي والشعر الشعبي والدي هو في طبعته الثانية واتمنى الطبعة الثالثة برعاية وزارية ضمن المشاريع الوزارية المسطرة
- كيف توفقين بين العمل الجمعوي ومتطلبات الكتابة والإبداع؟
السيدة رشيد موجيلالي قاتر : ان المرأة بالتزاماتها الاجتماعية و العملية والأدبية تحقق تحدي كبير للنجاح واجد أن القلم النسوي بات يزهر على اقلام عديدة في الولاية والوطن وأسماء جديدة تتسم بالكتابة الجميلة والمميزة
- كيف تقيمين حضور المرأة الشاعرة والكاتبة في المشهد الثقافي اليوم؟
السيدة رشيد موجيلالي قاتر : ان الإنسان الذي يحب النجاح سيجد كم هائل من العراقيل والتي تعيق مساره وبطبعها المرأة فهي إجتماعية بطبعها كونها أم وربة أسرة وبالطبع نوجد عراقيل تمنعها أحيانا من حضور برامج ونشاطات في المحافظة المحلية والوطنية مما يؤثر على حضورها الأدبي وبالتالي أكون مجبرة التحدي والتحلي بالقوة و الشجاعة للتميز ومواكبة هاته البرمجة الثقافية في حياتها دون التأخر في موعدها
واجد أن القلم النسوي بات يزهر على اقلام عديدة في الولاية والوطن وأسماء جديدة تتسم بالكتابة الجميلة والمميزة
- هل تؤمنين بوجود “كتابة نسوية”؟ أم أن الإبداع يتجاوز الجنس؟
السيدة رشيد موجيلالي قاتر : بالطبع الكتابة تتجاوز الجنس في رسالته الإنسانية..وتعبيره عن واقعه وعن دوافعه في الكتابة وقد تتميز بعض الكتابات في عناوينها ومقاصدها نحو المرأة والتي هي اعلم بمثيلاتها من النساء في رسائل هامة وتبقى الكتابة رسالة إنسنية راقية من القلب للقلب ومن الروح للروح
- كتابكِ “مرايا على وتر الخاطرة“ لقي تفاعلًا لافتًا؛ ما الفكرة التي أردتِ إيصالها من خلال هذا العمل؟ وهل كنتِ تتوقعين هذا الصدى؟
السيدة رشيد موجيلالي قاتر : ان اصداري مرايا على وتر الخاطرة جاء ليفتح باب الطبع بمؤلفات خاصة بالطفل والشعر الشعبي ايضا كمخطط مستقبلية ورغم التحديات التي اواجهها ولكن أحب التصدي وتحقيق النجاح وهكدا تفاعل الجمهور مع هاد المؤلف وهدا ما اسعدني ولانه أسلوب ايصال الكتاب اصبح فلسفة تتطلب الحكمة فنصوص الكتاب كلها قطعة من فكري وقلبي وكلها قريبة جدا مني لانها تترجمني والفول ان النص قد يكون رسالة إنسانية من إنسان لإنسان وان الخاطرة قد تجد طريقة لتغيير الرؤى لإنسان ما على وجه الأرض وبالتالي تغير عالمه للأجمل
- إلى أي حدّ يعكس هذا المؤلَّف تجربتكِ الإنسانية والشعرية؟ وهل هو محطة أولى تُمهّد لأعمال أخرى؟
السيدة رشيد موجيلالي قاتر : حقيقة الاصدار لهاد الكتاب كان نتاج حراك ثقافي مسبقا لي من خلال المنشورات في صفحتي ونشاطي فثمرة هدا المجهود استقبال متتبعيني بسعادة وفرحة دون قراءته لان صدى الفكرة كان أسبق القراءة وهدا ما أسعدني كتابي “مرايا على وتر الخاطرة” محاولة تمهد لأعمال أخرى إنشاء الله
- ما المواضيع التي تشغل قلمك اليوم؟ وهل تغيّرت اهتماماتكِ الأدبية عبر السنوات؟
السيدة رشيد موجيلالي قاتر : ان المثقف عموما هو إنسان يتأثر ويؤثر وهي رسالة نبيلة فمواضيع جمعة قد تشغلني إجتماعية وأدبية وفلسفية وتتبلور بفعل الإحساس الصادق بأهميتها لذلك لن يكون غريبا ان اكتب في لون آخر اجد فيه راحتي وتعبر عن إحساسي وتحاول جاهدة ان يجد القارئ إجابة لأسئلة قد تجول في نفسه ويحول الحيرة الى سلام داخلي
- ما النص الذي تعتبرينه الأقرب إلى روحك؟ ولماذا؟
السيدة رشيد موجيلالي قاتر : كما تعلم ان الكتاب يحمل نصوص عديدة منها نص اعتبره يعبر بصدق عن الحب والفقد لأمي رحمها الله وهو ماعدت اكتب نفس الحروف…وانسج نفس الكلام ماعدت … وماعادت تظللني السعادة …كما كانت ولاعادت بهرجة الحكاية تسلب انتباهي ماعادت… ماعادت!!! فما في قلبي …شجن يلامس فوهة بركان….يعاند الف ربان ضد الريح والإعصار ….ولانه..لم يعد هناك صداك يساند وحدتي ولاصورة من صورك تهدهدلي أغنية المنام….. ولانه!!!!ل….م تعد تروقني …الزهور ..ولا اريجها …فقط لانها كانت في بساتينك اجمل… واعطر… مما اراها الآن فماعادت …تتنير أشعة شمس اليوم دروبي… ماعادت …الا بعض الغيوم ارقبها… وهي تبتعد… بسكون واغتراب….لتدعني ارمقها وهي تبعد بعيدا بعيدا خلف الغمام
- هل تفكرين في إصدار جديد قريبًا؟ وما الذي يميّز اصدارك الاخير ؟
السيدة رشيد موجيلالي قاتر : أكيد افكر في إصدار كتاب بالشعر الملحون وايضا قصص الأطفال والتي انا أشارك في بيها بأسلوب شفوى في عملي بالمكتبة وأيضا في برنامج اداعي لمقدمته السيدة أم حسام بالإذاعة المحلية إرث الجدود خلال فترات ايضا عملي الاول هدا مرايا على وتر الخاطرة هو مجموعة بالكتابة النثرية يمتزج بالخاطرة كأسلوب جديد ولغة جديدة في الكتابة الأدبية
- كيف ترين واقع الفعل الثقافي في الجزائرعامة وسيدي بلعباس خاصة؟
السيدة رشيد موجيلالي قاتر : ان واقع الفعل الثقافي في الجزائر عامة وسيد بلعباس خاصة يبشر بكل خير فبالنظر الملتقيات الوطنية والنشاطات الفكرية والتي تقدمها المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية محمد قباطي مثلا ودار الثقافة كاتب يسين و المسرح الجهوي دورالسنما بمعية الجمعيات الثقافية ومنهم جمعيتي الجمعية الولائية للتراث والأصالة والشباب والنشاطات الثقافية الهامة لوزارة الثقافة والفنون الجزائرية عبر الوطن بمعية جمعيات وطنية أذكر منها الجمعية الجزائرية للأدب الشعبي أقول تبشر بكل خير وترسخ المفهوم الثقافي الواعد لمستقبل ثقافي هام
- برأيك، هل ما يزال الجمهور قريبًا من الشعر، أم أن الفنون الأخرى غلبته؟
السيدة رشيد موجيلالي قاتر : ان الفسيفساء الثقافية على الساحة الوطنية تعكس الإجابية في الإختلاف والإنتماءات الثقافية للمثقفين وللجمهور الذواق فكما للفنون الأخرى معجبيها من مثقفين للأدب عموما والشعر خاصة جمهوره فالشعر العمودي والنثر والشعر الشعبي له جمهوره العريض والذي يعكس مدى الوعي الثقافي الوطني وللمرتبة التي يتربع عليها هدا الفن
- ما هي رؤيتكِ المثالية لمستقبل الثقافة وحماية التراث في مجتمعنا؟
السيدة رشيد موجيلالي قاتر : بالنسبة لي أحمل رسالة عامة في نشر ثقافة الوعي وثقافة الحفاظ على للموروث الشعبي الجزائري ضمن نشاطات هادفة و عليه من واجب كل الفاعلين في الحقل الثقافي أن يعملوها لحد وبصدق لتثمين كل المكتبات الوطنية والإنسانية والحفاظ عليها ضمن مخطط هادف توعوي يرتكز على مجهودات جبارة
- ما العبارة التي تلخص فلسفتك في الكتابة والحياة؟
السيدة رشيد موجيلالي قاتر : ان فلسفة الحياة لا تستطيع تلخيصها إلا في الجماليات لان كل مخلوق وجد ليؤدي رسالة إنسانية وقد ألخصها في عبارة اكتب لأكون سعيدة فالسعادة هي كتابة رسالة للٱنسانية تحمل كل تعابير المحبة والسلام
- ماذا تقولين للشباب الذين يرغبون في دخول عالم الأدب والعمل الثقافي؟
السيدة رشيد موجيلالي قاتر : وعلى الشباب الذين يرغبون في الدخول في عالم الأدب والفعل الثقافي أن يدخلوا هدا البحر بتأني وإخلاص وصبر ومصداقية وغيرة على المكتسبات الوطنية الثقافية التاريخية الإنسانية والتي تستوجب الحرص واليقظة كلما تطلب ذلك وان يحافظوا على هاته الملكية الخاصة بالوطن و العامة الخاصة بالإنسانية جمعاء حينما نتكلم عن التراث المادي والا مادي الجزائري وان الكتابة هي رسالة بلغة خاصة لكل الأفراد ولا يتوانوا عن الكتابة فهي حياة
- لكِ توجيه رسالة للجمهور من خلال هذا الحوار، فما هي؟
السيدة رشيد موجيلالي قاتر : لجمهور القراءة عموما ان يستقبل كتابي كترجمة لرسائل إنسانية من الروح للروح وان يقرأ ليس كتابي فقط بل فعل القراءة هو خطوة نحو النجاح والرقي لكل المجتمعات ان تكون قارئا هي إن تكون ناججا وتحية تقدير وإجلال لهم وللصحفي والإعلامي الممميز كمال فليج
بين قصائدها التي تشبه نبضًا حالما وصفحات كتابها “مرايا على وتر الخاطرة“, وبين حضورها الفاعل في العمل الجمعوي، تظل ضيفتنا نموذجًا للمرأة التي أعادت تعريف دور المثقف. ليس شاعرًا يكتب في عزلة، بل صانعًا للوعي وجسرًا بين الذاكرة والحاضر.
هكذا تثبت أن الأصالة ليست حنينًا إلى الماضي، بل مشروعًا حيًا يُكتب كل يوم بإرادة وإبداع.ألف شكر على هذه الفسحة الابداعية مع تمنياتنا لك بدوام الرقي و النجاح







