الرئيسية مقالات همس المساء

همس المساء

58
0

 

 

ا/محمد باجعفر  ‐ جازان /صدى نيوز إس

 

 

نحن لا نكتب لأننا نحب الحروف،

ولا لأننا نُجيد ترتيب الكلمات،

بل لأن في الصدر ضجيجًا لا يهدأ إلّا حين يُنزف حبرًا.

 

نكتب… لأن الصمت يختنق فينا،

لأن الشعور حين لا يخرج يتحوّل وجعًا،

ولأن القلب أثقل من أن يحمله الصدر وحده.

 

نحن لا نكتب حروفًا عابرة،

نكتب بقايا أرواحٍ كانت تبحث عن مأوى،

نكتب ارتعاشاتٍ خفيّة لا يراها أحد،

وحنينًا لا يُفهم، ووجعًا لا يُروى.

 

تسافر كلماتنا عبر الزمان،

تعبر الأميال دون أجنحة،

تطرق أبواب القلوب بخفّة…

فإما أن تُفتح لها، أو تعود مكسورة.

 

قد تصيب مقصدها،

وقد تضيع في زحام العابرين،

لكنها لا تموت،

لأنها خرجت من مكان لا يعرف التزييف.

 

سلامٌ على القلوب التي تفهم دون شرح،

التي تقرأ بين السطور لا فوقها،

وتلمس الوجع من دون أن تجرحه أكثر.

 

سلامٌ على البعيدين…

الذين يسكنون أطراف الروح،

ونحمل أسماءهم في صدورنا دون أن نجرؤ على النطق بها.

 

وسلامٌ على من يقرأ كلماتي الآن،

وهو لا يشعر بها،

ولا تعنيه،

ولا يرى فيها شيئًا…

فاعلم أنني لم أكتب من أجل الإعجاب،

ولا من أجل التصفيق،

كتبت لأن قلبي كان بحاجة لأن يتنفس.

 

همس المساء ليس صوتًا،

بل نجاة…

ومحاولة أخيرة ألا نغرق في أنفسنا بصمت.