أخوكم/ خضران الزهراني
المحبّة الصادقة ليست شعورًا عابرًا، ولا كلمةً تُقال على عجل، هي هبةٌ من الله يزرعها في قلوبٍ طاهرة تعرف معنى الوفاء، وتمنح بلا حساب، وتظل ثابتة مهما تبدّلت الوجوه وتغيّرت الأيام.
هي شعورٌ لا يُشترى، ولا يُباع، لأنها ليست شيئًا يُقتنى، بل روحٌ تُهدي نفسها لمن يستحق، وتبقى أثرًا لا يُمحى.
المحبّة الصادقة لا تُعلن نفسها بصوتٍ مرتفع؛
إنها تظهر في أبسط التفاصيل…
في حضورٍ وقت الغياب،
وفي كلمةٍ وقت الانكسار،
وفي يدٍ تُمسك بك عندما يتركك الجميع.
هي مواقف تسبق العهود، وصدقٌ يسبق اللسان، وأفعالٌ تُثبت ما تعجز عنه آلاف الكلمات.
وهناك من منحونا محبّة لا تنطفئ…
رحلوا عن هذه الدنيا، لكن ظلال محبتهم ما زالت معلّقة في الذاكرة، كأنها تقول: ما زلنا معكم.
نفتقدهم في كل لحظة، ونتذكر مواقفهم التي علّمتنا أن الطيبين لا يرحلون حقًا، بل ينتقلون من حياةٍ إلى حياة، ويتركون في قلوبنا نورًا يكفينا لنُكمل الطريق.
اللهم اغفر لهم، وارفع درجتهم، واجعل محبتهم التي أبقوها في أرواحنا شاهدةً لهم لا عليهم…
اللهم اجعلهم من أهل الفردوس الأعلى، منعمين غير معذّبين، مطمئنين غير خائفين، واربط على قلوب من فقدهم، وامنحهم صبرًا يليق بمكانتهم في القلوب.
المحبّة الصادقة…
لا يمحوها الزمن،
ولا يغتالها الغياب،
تظل تبكينا حين نتذكرها،
وتربت على قلوبنا حين نشتاق.
هي أعظم ما يتركه الراحلون… وأجمل ما يبقى بعد الفقد.






