بقلم: محمد أبو حريد
لم تعد المعارض والفعاليات في المملكة العربية السعودية مجرد مناسبات تُقام وفق أجندة زمنية وتنتهي، بل أصبحت صناعة احترافية متكاملة تُدار بعقلية عالمية، وتُنفذ بمعايير دقيقة، وتُقدم كنموذج يُحتذى به في إدارة الحدث، وتنظيم الحشود، وصناعة التجربة.
تشهد المملكة اليوم كثافة غير مسبوقة في المعارض والمؤتمرات والفعاليات، تكاد لا تخلو مدينة سعودية من حدث نوعي في أي وقت؛ معارض اقتصادية وتجارية، مؤتمرات استثمارية، معارض صناعات وطنية، معارض أزياء وتجميل، فعاليات تقنية، تعليمية، صحية، جامعية، ومعارض متخصصة في المجوهرات والذهب، السيارات، التقنية، البناء، الأخشاب، والطاقة، إضافة إلى المهرجانات الترفيهية والثقافية.
ما يميّز هذه المعارض والفعاليات ليس عددها فحسب، بل احترافية التخطيط والتنفيذ؛
من إعداد الـ Ground Plan والـ Floor Plan،
إلى تصميم الـ Stage،
وتشغيل أنظمة Light System وSound System،
وإدارة الشاشات، والكاميرات، والبث، وفرق الـ OB Van،
وصولًا إلى التوثيق البصري والتصوير الأرضي والجوي.
هذه الصناعة تُدار اليوم بأيدٍ سعودية محترفة؛ مخططون، مديرو مشاريع، مهندسو صوت وإضاءة، تقنيون، مخرجون، مصورون، مشغلو كاميرات، مختصو تنظيم الحشود، ومسؤولو السلامة، يعملون بتناغم دقيق يعكس نضج التجربة السعودية في إدارة المعارض والفعاليات.
وتحت مظلة تنظيمية تقودها جهات متخصصة، مثل هيئة المعارض والمؤتمرات، والهيئة العامة للترفيه، ووزارة الثقافة، ووزارة التجارة، ووزارة السياحة، ووزارة البلديات والإسكان، والجهات الصحية والتعليمية، أصبحت المعارض والفعاليات تُدار وفق معايير واضحة، ولوائح دقيقة، وتنظيم يضمن الجودة، والسلامة، واستدامة الحدث.
ولا يقتصر الأمر على قاعات العرض، بل يمتد إلى منظومة تشغيل متكاملة تشمل:
تنظيم الحشود،
إدارة المواقف وحركة السيارات،
الخدمات اللوجستية،
التموين الغذائي،
الإسكان والسكن الفندقي،
والتنسيق الشامل الذي يضمن تجربة سلسة للعارض والزائر على حد سواء.
كما برزت الفعاليات المصاحبة للمعارض، من مهرجانات الطهي والأكلات الشعبية والدولية، إلى المعارض الثقافية والتراثية، وعروض Fireworks وDrone Show، ما أضفى بعدًا تفاعليًا عزز من قيمة الحدث وجاذبيته.
الأهم من كل ذلك هو العنصر البشري؛ حيث يقدّم أبناء وبنات الوطن نموذجًا راقيًا في التعامل، والالتزام، والأخلاق المهنية، والاستقبال الاحترافي للزوار، بما يعكس صورة مشرّفة لصناعة المعارض والفعاليات في المملكة.
اليوم، أصبحت المعارض والفعاليات في السعودية مرجعًا مهنيًا، ومنصة استثمارية، وبيئة جاذبة للعارضين والمستثمرين والزوار من الداخل والخارج، ونموذجًا ناجحًا في تحويل الحدث من مناسبة عابرة إلى تجربة متكاملة ذات أثر اقتصادي وثقافي وإعلامي.
إنها ليست مجرد معارض وفعاليات…
إنها صناعة سعودية ناضجة، تُدار باحتراف، وتُنفذ بثقة، وتُنافس عالميًا.






