نكتب
حين لا يسعنا الاحتمال
وحين يصبح الصمت
أثقل من أن يحتمل
نكت
لا لنقول كل شيء،
بل لننجو
مما لا يقال
حين يضيق الداخل
ولا يجد الألم مخرجاً
تكون الكلمة
هي الطريق الأخير
الكتابة مواجهة صادقة مع الذات
وخطوة حقيقية
في طريق علاج الألم
تشخيص واضح
نسمي فيه الوجع باسمه
ونضع أيدينا عليه
بلا مواربة
وخلال الكتابة
نفرغ ما تراكم فينا
شحنات سلبية
دموعًا صامتة
أشياء لا تحتمل البقاء في الصدر
الكتابة تمنح الألم حقه
لأن كبت الألم
ليس علاجاً
بل قنبلة موقوتة
نبحث عن الأمان في الكتابة
ونحتمي من الألم بقلم
كأن الحروف
آخر درع
حين تتخلى الأشياء
في الكتابة
نستطيع أن نحنّ على أنفسنا
نواسيها كما لم يفعل أحد
ونرسم لها طريق النجاة
في اللحظة
التي كدنا فيها
أن نبلغ الهلاك
نُطفئ رائحة الاحتراق الداخلي
نسكت ذلك الاضطراب الجيولوجي فينا
نقيّم الرجل المنهك داخلنا
ونعيد له شموخه
وقوته
وفي الكتابة
نحاول أن نثبت للحب
أننا أكثر سخاء منه
نمنح على الورق
ما عجز الواقع عن احتماله
وفي الكتابة
نختلق ذكريات لم تحدث
كي لا يؤلمنا
ما حدث
لكن
الأكثر ايلاماً في الكتابة
أن تكتب عن شخص
هو الوحيد
الذي لم يعد بإمكانه
أن يقرأ.
*خالد الشبيلي-١٤ديسمبر






