الرئيسية مقالات بداية الطوفان

بداية الطوفان

13
0

 

ا/ورد العقيلي

القاهرة/صدى نيوز إس

الطوفان هنا لايعني

طوفان البحار والمحيطات والأنهار

وفيض السماء وتفجر ينابيع الارض

بل هو طوفان الشوق والحنين وفيض المشاعر وتفجر الحنين

وليس طوفان البحار الذي يجرف السفن ويخترق الشواطئ، ولا الأمطار التي تهطل بلا هوادة، ولا الينابيع التي تنفجر من صخور الأرض فتغمر كل ما حولها. الطوفان هنا أعمق، وأهدأ في ظاهره، وأقوى في جوهره… إنه طوفان الشوق، الحنين الذي يتسلل إلى العروق ويهزّ القلب كأمواج عنيفة لا تعرف الرحمة. إنه فيض المشاعر التي تتدفق بلا توقف، وتغمر الروح حتى تكاد تختنق من كثافة العاطفة، وتفجر الحنين في أعمق أركان النفس، كأن كل لحظة غياب تصبح شلالًا يغمر القلب، وكل ذكرى تتردد كصدى في وادي القلب.

إنه طوفان لا يُرى بالعين، لكنه يُحس بكل جزء من الجسد، ينساب في العروق كالنهر الذي لا يهدأ، يحمل معه كل شيء: ذكريات، آمال، أحلامًا صغيرة، وأحزانًا دفينة. الطوفان هنا ليس قوة خارجة، بل قوة داخلية، تسكن في الأعماق، تهز كيان الإنسان حتى يجبره على الانصهار في مشاعره، على الانغماس في حنينه، على مواجهة كل ما كان يختبئ خلف الصمت.

وفي هذا الطوفان، يصبح القلب سفينة بلا مجاديف، تغرق أحيانًا في خضم الحنين، وتسبح أحيانًا على موجات الشوق، وتدرك أن كل لحظة هدوء ليست إلا انتظارًا للموجة التالية. طوفان لا يرحم، لكنه أيضًا لا يترك مكانًا للفراغ… كل شيء يغمره، كل شيء يحييه، وكل شيء يجعلك تشعر بأنك على قمة عالم آخر، حيث كل شيء ممكن، وكل شعور حقيقي، وكل نبضة تحمل رسالة: أنت حي، أنت تحب، أنت تتوق، أنت تتذكر.