الرئيسية مقالات حرية معتقلة

حرية معتقلة

18
0

 

ا/بدور الغامدي

جدة/صدى نيوز إس

بقلمي بدور سعيد

اختلست وقتاً

من الحرية

لأنعتق من أكوام الأواني

التي احتفيت بغسلها وتجفيفها، تعبت، وماتبقى سوى كوبٌ واحد لم أغسله، فأردت أن أمارس عليه شيئاً من الأنفة، حملته بأذنه

الصغيرة كقط مذنب، وضعته جانباً، ملأته برغوة سائل غسل الأواني، رمقني بالتماعة عتب، لم أهتم له ، شعرت أني أتحرر، ولأول مرة من تعبي المقيم، مضيت لأستريح،

وخزني ضميري القلق، عدت للمطبخ ، رمقني الشقي بلمعة رضىً، أمسكت به، وتركته متدلياً تحت صنبور الماء لأشطفه ، التصقت أناملي بأذنه المقوسة كعلامة استفهام ، وأنا أدعكه برفق،

رمقني متسائلاً هل من خلاص؟! وبسرعة أنهيت غسله، فاتسع فمه بابتسامة بيضاء براقة ، وانكفأ بين أخوته منتشياً عليَّ ، عدت أدراجي لإكمال بقية اعمالي المنزلية ،

ومايزال في خاطري بقايا لحريةٍ معتقلة.

بدور الغامدي