الرئيسية مقالات أجنحة الأمنيات

أجنحة الأمنيات

20
0

 

ا/ محمد باجعفر

جازان /صدى نيوز إس

نوارسُ الأمل لا تولدُ من الفرح،

بل من ضيق البحر حين يفيض بالحزن.

تحمل أمنياتنا على أجنحتها لا لأنها خفيفة،

بل لأننا عجزنا عن حملها في صدورنا أكثر.

نرمي أحلامنا نحو السماء

كما يُلقي الغريقُ آخر أنفاسه،

لا يقين لدينا أنها ستصل،

لكننا نتمسّك بالمحاولة

لأن البقاء بلا أمل

أقسى من السقوط.

تُحلّق النوارس فوق رؤوسنا،

تعرف طرق الريح،

وتحفظ خيبات الموانئ،

وتعود دائمًا

إلا نحن…

نظل عالقين عند الرصيف

نعدّ الغياب

ونقنع أنفسنا أن الانتظار فضيلة.

الأمنيات لا تموت،

لكنها تُصاب بالإرهاق.

تكبر وهي تسمع وعودًا لا تُنفّذ،

وتتعلم الصمت

حين يصبح الكلام عبئًا على القلب.

كم مرة صدّقنا السماء؟

وكم مرة علّقنا عليها ما لم يكتبه القدر؟

ومع ذلك،

نعود ونرفع رؤوسنا،

لأن جناحًا واحدًا من الرجاء

يكفي أحيانًا

لنؤجل الانكسار.

 

نوارس الأمل لا تُنقذنا،

هي فقط تذكّرنا

أن التحليق ممكن،

وأن السقوط ليس نهاية،

وأن البحر—

مهما ابتلع من أحلام—

يعيدها يومًا

على هيئة شوق.

 

وفي آخر المسافة،

حين تتعب الأجنحة،

وحين تهدأ الريح،

نفهم أخيرًا

أن الأمنيات لم تكن تطير بعيدًا،

بل كانت تعلّمنا

كيف نكبر دون أن نفقد السماء.