الرئيسية مقالات صلاح الغيدان… صوت الشارع السعودي وفخر الإعلام الوطني

صلاح الغيدان… صوت الشارع السعودي وفخر الإعلام الوطني

16
0

 

بقلم: محمد أبو حريد

في زمن تتنافس فيه الأصوات وتختلط الرسائل، يبرز الإعلامي السعودي صلاح الغيدان كأحد أعمدة الإعلام الوطني، رجل لم يكتفِ بالكلمة، بل جعل من صوته مرآةً للواقع ومرجعًا للمصداقية. ليس مجرد مذيع، بل صوت المواطن ومرآة الشارع السعودي، الذي يحمل هموم الناس وآمالهم، ويجعل من الشاشة منصة للصدق والنزاهة، بعيدًا عن المبالغة أو الإثارة أو التزييف.

برنامج الغيدان، «الشارع السعودي»، لم يكن مجرد برنامج تلفزيوني؛ بل حكاية وطنية تُروى على الهواء مباشرة، يفتح فيها نافذة واسعة على حياة الناس اليومية، على إيجابياتهم وتحدياتهم، على إنجازاتهم وما يواجهونه من عقبات، كل ذلك بموضوعية وشفافية عالية. هنا، يجد المواطن صوته، ويرى واقعه كما هو، بلا تصنع أو تهويل، بلا تحيز أو مصالح شخصية.

صلاح الغيدان نموذج فريد للإعلامي الوطني الذي يجمع بين الحكمة والجرأة، بين الرزانة والقوة، بين احترام الآخرين والتمسك بالحقيقة. قدرته على طرح القضايا الحساسة وموازنة الرأي والرأي الآخر، وفتح المجال للجمهور للتفاعل والمشاركة، جعلت من برنامجه مرجعًا موثوقًا لدى كل بيت سعودي. هو لا يسعى وراء الإثارة أو الدعاية، بل يبني الجسور بين الناس وواقعهم ووعيهم بالمجتمع.

برنامج «الشارع السعودي» تجاوز نصف مليار مشاهدة، ليس بسبب الدعاية أو الأرقام، بل لأنه يستحق كل ثقة ومنح كل اهتمام. هذا النجاح يعكس ارتباط الغيدان بالجمهور، وفهمه العميق لاحتياجاتهم وتطلعاتهم، وحرصه الدائم على أن يكون الإعلام أداة للتغيير الإيجابي والتنوير المجتمعي، لا مجرد وسيلة للترفيه أو استعراض القوة.

ما يميز الغيدان أكثر من غيره هو الأصالة في الطرح والصدق في الأداء. هو لا يخاف مواجهة الحقيقة، لكنه يفعل ذلك بأسلوب يحفظ الاحترام، ويوازن بين النقد البناء والتقدير المستحق. كل كلمة يقولها وكل حلقة يقدمها، هي رسالة واضحة عن المسؤولية الوطنية، عن حب الوطن، عن الدفاع عن القيم والمبادئ.

صلاح الغيدان معروف على الشاشة السعودية بطيبته وكرمه وقوته، وبثقة الجمهور الكبيرة فيه. حضوره يعكس نموذج الإعلامي الذي يجمع بين المهنية والإنسانية، بين القوة والرقة، بين الجرأة والحكمة. هذا المزيج الفريد جعله شخصية إعلامية يعتد بها، ويثق فيها الجمهور، وتحتفي بها وسائل الإعلام نفسها.

وفي النهاية، يبقى الغيدان أكثر من مجرد إعلامي؛ فهو رمز للصدق والنزاهة والمسؤولية الوطنية. برنامجه «الشارع السعودي» هو جسر بين المواطن والدولة، بين الواقع والوعي، بين التحديات والإنجازات. من خلاله، تعلمنا أن الإعلام الحقيقي هو الذي يخدم المجتمع، ويعكس نبض الوطن، ويزرع في النفوس الفخر والاعتزاز بالانتماء لهذا الوطن العظيم.

صلاح الغيدان يثبت لنا يوميًا أن الإعلام ليس مجرد كلام على الشاشة، بل رسالة تتجاوز الكلمات لتصل إلى القلب والوجدان، لتصنع الفرق، لتلهم الناس، لتجعل من كل سعودي فخورًا بوطنه وبإعلامه الوطني، صادقًا، نزيهًا، مؤثرًا، ومضيئًا كالشمس في سماء الحقيقة.