الرئيسية محلية ذاتَ يومٍ

ذاتَ يومٍ

23
0

ذات يوم

لم يكن يومًا عابرًا،

حين توقّف معلمي طويلًا عند منشوراتي،

قرأها ببطء من يعرف أن الكلمات ليست لعبًا،

ومن يدرك أن الحزن إذا لم يُفهم

تحوّل إلى قيد.

قال لي،

لا بصوت المعلّم،

بل بصوت من جرّب الطريق قبلك:

يا سمراء،

لا تُخاصمي حزنك،

ولا تجعليه وطنك.

اتركيه يمرّ،

كما تمرّ الغيوم الثقيلة،

لا تُمسك المطر،

لكنها تُنذر بالفيضان إن أقامت.

أنتِ لا تُخلَقين من وجعك،

ولا تُقاس قيمتكِ بعمق ندبتك.

القوة ليست أن تكتبي من الألم فقط،

بل أن تعرفي متى تتجاوزينه.

أمسكي كراسًا،

لا لتدوّني الشكوى،

بل لتُعلني البداية.

القلم ليس شاهد حزن،

القلم أداة خلاص،

ومن لا يحسن استخدامه

يجرحه بدل أن ينقذه.

اكتبي،

لكن لا تكتبي لتُرضي أحدًا،

ولا لتُثبتِي أنكِ ما زلتِ واقفة.

اكتبي لأن الكتابة فعل وعي،

وفعل الوعي شجاعة.

تذكّري:

الأمل لا يأتي صاخبًا،

ولا يطرق الأبواب مزهوًّا.

الأمل قرار،

يُتخذ في أكثر اللحظات قسوة،

حين لا يبقى معكِ

إلا نفسكِ.

أنتِ وردة المستقبل،

لكن الورود لا تولد في النعيم،

تشقّ التراب أولًا،

وتنزف جهدًا،

ثم تتفتح…

رغم كل شيء.

لا تنتظري التصفيق،

فالطرق المضيئة

لا تبدأ بحشود.

ابدئي وحدكِ،

ومن يشبهكِ

سيلتحق.

كوني نجمة،

لا لأنها تُرى،

بل لأنها تهتدي بذاتها.

والنور الحقيقي

لا يطلب العيون،

هو موجود

حتى لو لم ينظر أحد.

غذّي كلماتكِ بالحكمة،

لا بالمبالغة.

البساطـة التي وُلدت من الفهم

أقوى من ألف استعارة خاوية.

وإن تعثّرتِ،

تعثّري بكرامة،

انهضي بصمت،

فليس كل سقوط هزيمة،

ولا كل نهوض انتصارًا…

بعضهما تدريب.

امضي، يا سمراء،

لا نحو غدٍ مثالي،

بل نحو غدٍ صادق،

غدٍ يشبهكِ

حين تكونين على حقيقتكِ

دون أقنعة،

ودون خوف.

امضي،

فالحياة لا تنتظر المترددين،

ولا تكافئ من يُطيل الوقوف عند الألم.

والنور…

لا يُعطى لمن ينتظره،

بل لمن يجرؤ أن يكونه.

إ