الرئيسية الأدب والشعر حكاية أمل (الفصل الثالث)

حكاية أمل (الفصل الثالث)

13
0
فايل المطاعني

بقلم: فايل المطاعني

فرحة لم تُنقذني
اليوم أتحدث عن أول فرحةٍ زارت قلبي بعد زواجي من سعيد…
سعيد، زوجي، واسمٌ لم يكن يومًا عابرًا في حياتي.
كانت تلك الفرحة هي مولودي سامر.
اسمٌ أحببته منذ طفولتي، حتى قبل أن أفهم معنى الأمومة. كنتُ أصغر إخوتي، وكلما أرادوا شيئًا منّي دلّلوني بقولهم: يا أم سامر. ظل الاسم يرافقني كقدرٍ لطيف، حتى تزوجت، وأنجبت قرة عيني… سامر.
كنت أظن – بسذاجة المحبة – أن مجيء سامر سيُصلح ما انكسر، ويُلَيِّن ما قسا في علاقتي بزوجي. لكن، كما يقول أهلنا في مصر:
«يموت الزمّار وأصابعه تلعب».
لم يتغير شيء.
استمر سعيد في هوايته الأقرب إلى نفسه: الخوض في عِرضي.
كان يحكي لأصدقائه أدق تفاصيل حياتنا، حتى تلك اللحظات التي يفترض أن تبقى سرًّا مقدسًا بين زوجين. لذلك لم أتعجب من كثرة أصدقائه من حوله؛ فقد كانت لهم، فيما يبدو، ساحة مفتوحة لسماع أسرار بيته.
شيئًا فشيئًا، تسلل الاكتئاب إلى روحي.
فقدتُ رغبتي في أبسط ملذات الحياة. صرت أتجنب الخروج لأي سبب، أختلق الأعذار، وأحبس نفسي بين الجدران. فهناك من يعرفني، ويعرف زوجي، ويشير إليّ دون أن ينطق: هذه زوجة سعيد.
حتى وجهي صرت أخشى كشفه،
حتى أمام صاحب البقالة.
وأكثر ما كان يؤلمني…
تلك المعاكسات التي أتعرض لها من أصدقاء زوجي.
كنت أشعر أنني بيت بلا باب،
أو – كما يقولون – وكالة من غير بوّاب.
وكان عليّ أن أتحمل…
لأجل سامر.

يتبع