خضران الزهراني/ محافظة قلوة
تعد منطقة الباحة إحدى الوجهات الفريدة في المملكة العربية السعودية التي تجسد تنوعًا استثنائيًا في طبيعتها الجغرافية، حيث تلتقي الجبال الشاهقة بالسهول الواسعة، لتخلق لوحة طبيعية آسرة تسلب الألباب. وفي قلب هذه المنطقة، وتحديدًا في محافظة قلوة بمركز الرميضة، تبرز مشاهد ساحرة تجمع بين سحر الطبيعة وأصالة التراث العربي، متمثلًا في الإبل التي ترعى بحرية في السهول الخضراء الممتدة.
الإبل، هذا الرمز العربي الأصيل، ليست مجرد مظهر من مظاهر التراث في المنطقة، بل هي جزء لا يتجزأ من هوية أهلها وثقافتهم الممتدة عبر قرون. مشهد الإبل وهي تنتشر بين المروج يعكس حالة التناغم الفريد بين الإنسان والطبيعة، ويعيد إلى الأذهان صورة الحياة البدوية التي كانت تعتمد على الإبل كرفيق في السفر ومصدر للرزق.
وتعتبر هذه المنطقة نموذجًا حيًا للمحافظة على التراث في سياق الطبيعة البكر، ما يعزز من مكانتها كوجهة سياحية تجمع بين الماضي العريق والحاضر المشرق. فإلى جانب سحر الطبيعة، تعكس منطقة الرميضة معاني الوفاء للإرث الثقافي والتاريخي الذي تمثله الإبل، التي لا تزال جزءًا مهمًا من حياة السكان المحليين.
هذا التناغم بين الجغرافيا والبيئة والتراث يجعل من منطقة الباحة عامة، ومركز الرميضة على وجه الخصوص، مقصدًا مثاليًا لعشاق الطبيعة ومحبي التراث، حيث يمكن للزوار استكشاف هذه البقعة الجميلة التي تحمل في طياتها قصصًا لا تنتهي عن الأصالة والجمال.