الرئيسية مقالات ليلة فرح

ليلة فرح

36
0

 

بقلم: د. عبد العزيز بن أحمد سرحان :مكة المكرمة :-

كان مساء الجمعة الماضية، مساءً مضمخاً بالبهجة والسرور والفرح والحبور، كان مساءً رائعاً، استذكرنا فيه ذكريات الماضي. مساءٌ جمعنا بأصدقاء قدامى، فرقتنا فيها السنوات، وبُعد المسافات… لكن هذا المساء، تجسد في مناسبة سعيدة، ألا وهي حفل زفاف الابن (فيصل) ابن الأخ الصديق العزيز، الأستاذ دخيل عواد الأحمدي، الشخصية الوحداوية الشهيرة، فقد أشرق الحفلُ بوجود العديد من رفقاء الماضي، وأصدقاء الحاضر… كنت أحد المدعوين الذين انتشوا بجمال اللقاء، وحفاوة الاستقبال وعظيم الكرم، فما أن ولجتُ قاعة الاحتفال، حتى استقبلني جمعٌ كبيرٌ ممن عرفتهم، ولم أشاهدهم منذ عقود مضت، ومن هؤلاء، لاعبو نادي الوحدة القدامى، وفوجئت بحضور كابتن نادي الاتفاق، ومدرب المنتخب السعودي السابق، الأستاذ خليل الزياني، الذي ذكَّرنا بالإنجاز الكروي الكبير، عندما أحرز المنتخب السعودي، كأس الأمم الآسيوية عام 1984م. وكان يجلس بجانبه المعلق الرياضي المعروف الأستاذ غازي صدقة، والكابتن فؤاد الخطيب، مهاجم الوحدة في الثمانينات والتسعينات الهجرية، كما التقيت بلاعب النادي الأهلي، الكابتن وجدي الطويل، ثم قمت وألقيتُ التحية لأستاذنا الكبير، الأستاذ عبد الوهاب صبان، رئيس نادي الوحدة السابق، الذي يجلس بجواره الحكم الدولي لكرة اليد، الأستاذ حامد إدريس… وممن التقيت أيضاً، موثق ومؤرخ تاريخ نادي الوحدة، الشيخ غزالي يماني، الذي ألف كتاباً عن تاريخ الوحدة، أثبت فيه عمادة الوحدة لأندية المملكة، ولازال التجاذب موجوداً في الساحة الرياضية حول هذا الموضوع، كما كان من ضمن الحضور، سعادة السفير محمد طيب، الذي ترأس نادي الوحدة، في فترة من الفترات، والتقيت كذلك بالكابتن محمد الفائز، والدكتور حامد سبحي، والكابتن محمد وزقر، الذي صحبني ليقدمني لبعض لاعبي الوحدة الذي دعوا للمناسبة، وكانوا من أجيال مختلفة، ورأيت من ضمن الحضور: رئيس رابطة مشجعي نادي الوحدة والمنتخب، الشيخ عاطي الموركي… كما سعدتُ بلقاء سعادة الأستاذ إبراهيم عساس، رجل الأعمال المعروف، وبالمهندس إبراهيم قدسي، ابن المعلق الكبير الأستاذ زاهد قدسي رحمه الله. وكان الحدث الأبرز، في هذه المناسبة السعيدة، أنها تزينتْ وتشرفتْ، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن عبد الله بن عبد العزيز، الذي تربطني بسموه الكريم، صداقة عمرها أكثر من خمسين عاماً، حيث كنا نمارس لعبة كرة القدم في مصيف المملكة (الطائف) ثم تزاملنا في جامعة الملك عبد العزيز، حيث كان سموه طالباً في الجامعة بجدة، وكنت طالباً في فرعها بمكة المكرمة، كما جمعنا منتخبُ الجامعة في تلك الفترة، حيث مثلناه في أول بطولة جامعية أقيمت في المملكة، نظمتْها جامعة الملك سعود بالرياض، عام 1394ه. علماً أن سموه مارس كرة القدم بالنادي الأهلي بجدة، وترأس مجلس إدارته، عندما كان النادي الأهلي، قلعة الكؤوس وميدان البطولات. ومن جهة أخرى، فسموه من أكثر الناس خلقاً وأدباً وتواضعاً، ولازلتُ أحتفظ برسالة بعثها لي، عندما كنت أدرس في الخارج، يطمئن فيها علي، مَرَّ عليها

(واحد وخمسون عاماً)، وضعتُها في إطار، لتكون شاهدة على جمال الأخوة، وتواضع الكبار، وروعة الصداقة، فهي بالنسبة لي رسالة تاريخية. وفي نهاية مقالي: أتقدم لأخي وصديقي الغالي، سعادة الأستاذ دخيل عواد الأحمدي، بجزيل الشكر ووافر التقدير وعظيم الامتنان، على دعوتنا لهذه المناسبة السعدية، والليلة التاريخية، هذ الليلة التي لم تكن مناسبة زواج وفرح فقط، بل كانت لقاءً مع الوفاء والحب والود والإخاء، كانت لقاءً مع التاريخ. ويسرني أن أقول لسعادته، ما كان يقوله صلى الله عليه وسلم، في مثل هذه المناسبات: (بارك الله لهما وبارك عليهما وجمع بينهما في خير)، متمنياً للعروسين، حياة زوجية، تظللها السعادة والفرح، مليئة بالمودة والرحمة. وكل مناسبة سعيدة والجميع بألف خير.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا