ورد العقيلي/القاهرة
أنا و أخي كنا أعداء
في صغرنا حتى عندما كبرنا
كانت الوالدة رحمها الله تقول يا عيالي انتم اخوان مالكم غير بعض،
و مهما وقفوا معاكم الناس هم ناس يا عيالي.
و الوالد رحمه الله كان دائما زعلان علينا ما يكلمنا و كلامه معنا رسمي جدا و السبب عداوتي انا و اخوي
وكان دائما يقول للوالده الله يهديهم
وراح يجي اليوم الذي يعرفون فيه قيمة بعضهم و يتذكرون كلامنا؛
ان الاخ مايتعوض.
و لو تألم الواحد فيهم قال ” أخ ” ما قال صاحبي أو صديقي.
و تزوجنا انا و أخي و زادت عداوتنا حتى زوجاتنا يوم يجتمعوا في بيت ابي تصير مشاكل امي و ابي احتاروا معنا كثيرا و يخافون يوقفوا مع احد يزعل الثاني و استمرينا على هذه الحالة.
ماتت امي و بعدها ابوي بخمسة سنين و بعنا املاك ابي و كل واحد فينا اخذ حقه
و ماعاد احد فينا يدري عن الآخر ، كبروا عيالنا و لو يتقابلوا والله ما أحد يعرف الثاني.
و في يوم من الأيام و هنا الطامة الكبرى دخلت في الأسهم و خسرت كل اللي وراي و قدامي و حالتي صارت تصعب على الكافر
مرضت بمرض السكري و مع الضغوط اصابتني جلطة افقدتني عيني اليمين
من كثر التفكير في حالي و في عيالي لأني ضيعت كل شيئ في لحظة طمع.
و في يوم و أنا أصلي الفجر بكيت و دعيت ربي و قلت يارب ارحم امي و ابي و ارحم ضعفي و قلة حيلتي و عوضني خير في عيالي، وفجأة شفت صديق لي قديم كان جارنا و حنا صغار
سلم علي و عرف عني كل شيئ
و بعد اسبوع زارني في بيتي وقال ابي منك طلب قل تم قلت ابشر.
قال هذا شيك بمبلغ و قدره ٥٠٠٠٠٠ الف ريال(نصف مليون)
ابدأ به حياتك من أول و جديد
و يوم ربي يفرجها عليك اعتبرها دين.
سويت لي منها مشروع صغير و الحمدلله ربي عوضني كل اللي فقدته.
و كل يوم اشكر الله الف مرة و في يوم اتفاجأت بصديقي يزورني و يقول لي؛
انا جيتك بأمر ضروري ما يحتمل تأجيل قلت له اذا على الفلوس ابشر يالغالي ترى الحمدلله ربك فرجها
قال الأمر أكبر بكثير قلت ما هي الحكاية ؟
قال ترى اللي اعطاك الفلوس اخوك وقال يا فلان اسألك بالله هذا سر بيني و بينك ما اقدر أشوف اخي محتاج و اتركه في هذه الحالة.
خذ هذا المبلغ و اعطيه لأخوي و لا يدري أنه مني.
و انا جيتك اليوم على شان تزور أخوك في المستشفى تراه بين الحياة و الموت
على الأقل روح تسامح انت و اخوك ترى اخوك يحبك رحت اركض للمستشفى و دموعي تغسل كل كره السنين لاخوي ولد امي و ابوي
دخلت غرفة الانعاش و شفت اخوي عليه اجهزة في كل جسمه مسكت يده و حبيت راسه و قلت سامحني
فتح عيونه و طالعني والدمع ينزل من عيونه وضم يده ليدي و شهق انفاسه الأخيرة اخوي مات كان ينتظر حضوري مات اخوي بين يدي كل جمعه امر على قبره و ابكي و اتذكر كلام امي يا عيالي انتم اخوان من وقف معي في شدتي إلا اخوي روحه ما فارقت جسده الا عندما شافني.
الاخ لا يعوض .
( رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ) اللهم احفظ لي أخوتي وأخواتي واجمعنا على الخير في الدنيا والآخرة،،،
واليوم كم نشاهد من تقاطع بين الأخوه بل وحتى الاخوات والاقارب للأسف الشديد تذكروا ثم تذكروا أن الدنيا زائله لامحاال
قال تعالى :
( قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ ).
لم يختّر الله تبارك وتعالى من اﻷقارب لشد العضد إلا اﻷخ…. تأملوها ..!
أخوك وأختك ياقرة العين
تحاشى كل مايوتر علاقتكما
ﻷنك لن تجد بالدنيا شخص يشد عضدك كأخيك !!..