قصة ومثل منقولة
ا/محمد باجعفر
تدور أحداث القصة في إحدى قبائل العرب العدنانية الشهيرة والتي يرجع أصلها إلى سيدنا إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام ، وهي قبيلة بني ضبة ، حيث كان لضبة بن أد ابنان سعد وسعيد ، وذات مساء خرج ضبة ليرعى الإبل ومعه أبنائه ، وأثناء سيرهم تفرقت الإبل في كلِّ الاتجاهات ، فطلب من ابنيه أن يجمعاها ويُحضراها.
فذهب الولدين ، وتفرَّقا كلُّ منهما باتجاه ، وبعد قليلٍ عاد سعد ومعه الإبل ، أمَّا سعيدٌ فلم يعد ، فقد قابل وهو في طريقة لأبيه رجلًا يُدعى الحارث بن كعب ، فرأى عليه الحارث بُرْدَين (عبائتين) فطلبهما منه ، ولكنَّ سعيدًا رفض.
فقتله الحارث وأخذ البردين ثم مضى ، ومن وقتها لم يسمع ضبة شيئاً عن ابنه ، ولا يدري إلى أين رحل ، حتى جاء يومٌ خرج فيه ضبة إلى سوق عكاظ ، وهناك رأى البُردين على كتف رجلٍ فعرفهما ، فأوقف الرجل وسأله عنهما ، فقال الحارث: ” إنَّهما لغلامٍ قابلته ليلًا ، فلمَّا طلبتهما منه رفض ، فقتلته وأخذتهما منصرفًا “.
أدرك حينها ضبة أنَّه أمام قاتل ابنه ، فطلب منه السيف الذي كان يحمله ليراه ، فأعطاه الرجل سيفه ، فغرزه ضبة في صدره وأرداه قتيلًا ، وما إن رأى الناس هذا حتى تجمهروا حوله قائلين : ” أفي الشهر الحرام يا ضبة؟! ”
فقال لهم: “سَبَقَ السَّيْفُ العَذَلَ”
فصارت مثلًا يضرب به في التسرع والفعل الذي لا يرجى منه لوم ولا عتاب ، فالعَذَلُ في اللغة هو العتاب واللوم ، أي كأنه قال: (سبق سيفي معاتبتكم ).
– مجمع الأمثال / الميداني.