احمد على بكرى
المملكة العربية السعودية تحتل مكانة فريدة كواحدة من أكثر الدول استقرارًا على مستوى العالم، سواء من الناحية السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية، أو الأمنية. هذا الاستقرار يعكس الحكمة في القيادة، التماسك المجتمعي، والبنية المؤسسية القوية التي تدعم المملكة في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية. في هذا المقال، نستعرض كيف أصبحت السعودية نموذجًا عالميًا للاستقرار مدعومًا بالأرقام والحقائق.
1. الاستقرار السياسي:
أ- قيادة حكيمة ومستدامة:
– الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان قدّما نموذجًا فريدًا في تعزيز الاستقرار السياسي من خلال الإصلاحات والتنمية الشاملة.
– وفقًا لمؤشر الاستقرار السياسي الصادر عن البنك الدولي لعام 2022، تأتي المملكة في مقدمة الدول المستقرة إقليميًا، متفوقة على العديد من الدول الكبرى.
ب-استمرارية النظام:
– أكثر من 90 عامًا من الحكم المستقر منذ تأسيس المملكة على يد الملك عبد العزيز آل سعود.
– نظام الحكم الملكي يدعم استقرار الدولة ويعزز التماسك في أوقات الأزمات.
2. الاستقرار الاقتصادي
أ-أرقام مبهرة في الاقتصاد:
– الناتج المحلي الإجمالي للسعودية بلغ 1.1 تريليون دولار في 2023، مما يجعلها أكبر اقتصاد في الشرق الأوسط والـ 19 عالميًا.
– معدل البطالة انخفض إلى 4.8%، وهو من أدنى المعدلات عالميًا.
– احتياطي النقد الأجنبي تجاوز 420 مليار دولار في 2023، مما يعزز قدرة المملكة على مواجهة الصدمات الاقتصادية.
ب-تنويع مصادر الدخل:
– ارتفاع الإيرادات غير النفطية بنسبة 222% منذ إطلاق رؤية 2030.
– قطاع السياحة وحده استقطب أكثر من 25 مليون زائر في 2022، محققًا إيرادات قياسية.
ج-السيطرة على التضخم:
– معدل التضخم في السعودية بلغ 2.7% في 2023، وهو أقل بكثير من المعدل العالمي البالغ 6.5%، مما يعكس استقرار الأسعار في السوق المحلي.
3. الاستقرار الاجتماعي:
أ-تماسك المجتمع:
– مؤشر السعادة العالمي 2023 صنّف السعودية ضمن أفضل 30 دولة من حيث رضا السكان وجودة الحياة.
– مبادرات مثل “برنامج جودة الحياة” أسهمت في تحسين الظروف المعيشية، بما في ذلك الإسكان والتعليم والصحة.
ب-تمكين الشباب:
– نسبة الشباب دون سن الـ 35 تمثل أكثر من 70% من السكان.
– سياسات تمكين الشباب، مثل برامج الابتعاث وتوفير الوظائف، دعمت استقرار المجتمع وجعلته أكثر تفاؤلًا بالمستقبل.
4. الاستقرار الأمني:
أ-أقوى منظومة أمنية في المنطقة:
– المملكة تحتل المرتبة الأولى إقليميًا والـ 18 عالميًا في مؤشر الأمن العالمي لعام 2023.
– انخفاض معدل الجريمة بنسبة 11% بين عامي 2015 و2022.
ب-محاربة الإرهاب:
– المملكة قادت جهودًا عالمية لمكافحة الإرهاب، حيث تم تصنيفها كشريك أساسي في تحقيق الأمن العالمي.
– إنشاء مركز اعتدال لمكافحة الفكر المتطرف يعكس التزام السعودية بدعم الاستقرار العالمي.
5. الاستقرار البيئي
أ-مبادرات الاستدامة:
– مبادرة السعودية الخضراء تستهدف زراعة 10 مليارات شجرة وتقليل الانبعاثات الكربونية بنسبة 30% بحلول 2030.
– مشاريع الطاقة المتجددة، مثل محطة سدير للطاقة الشمسية، تضيف استقرارًا بيئيًا واقتصاديًا.
ب-إدارة الموارد المائية:
– استثمارات ضخمة في تقنيات تحلية المياه، حيث تنتج المملكة 20% من المياه المحلاة في العالم.
– مشاريع تهدف إلى تحقيق الأمن المائي على المدى الطويل.
6.الاستقرار الدولي والدبلوماسي:
أ-دور قيادي في المنطقة:
– السعودية تلعب دورًا محوريًا في حل النزاعات الإقليمية ودعم الاستقرار السياسي في الشرق الأوسط.
– مبادرات السلام في اليمن ودورها في حلحلة الأزمات الإقليمية جعلتها شريكًا أساسيًا في تعزيز الأمن العالمي.
ب-قوة دبلوماسية عالمية:
– استضافة السعودية قمم كبرى، مثل قمة العشرين وقمة المناخ، يعكس مكانتها كدولة مستقرة ومؤثرة دوليًا.
– احتلال المرتبة الأولى عربيًا والـ 25 عالميًا في مؤشر القوة الناعمة لعام 2023.
7. البنية التحتية المستقرة:
أ-استثمارات ضخمة في البنية التحتية:
– إنفاق 500 مليار دولار على مشاريع كبرى مثل نيوم والقدية والبحر الأحمر.
– تعزيز النقل والمواصلات بإنشاء قطار الحرمين السريع، الذي يخدم ملايين الزوار سنويًا.
ب-قطاع الطاقة:
– السعودية تضمن استقرار أسواق النفط العالمية باعتبارها أكبر مصدر للنفط الخام، مع إنتاج يومي يتجاوز 10 ملايين برميل.
– استثمارات ضخمة في التحول إلى الطاقة النظيفة، مما يدعم الاستقرار المستقبلي.
الخاتمة:
المملكة العربية السعودية تمثل نموذجًا فريدًا للدولة المستقرة التي تجمع بين القوة السياسية، الاقتصاد المتين، التماسك الاجتماعي، والأمن الراسخ. بفضل رؤية 2030، تستمر المملكة في تعزيز مكانتها كدولة عظمى، ليس فقط على المستوى الإقليمي، بل أيضًا على المستوى العالمي. السعودية العظمى ليست مجرد لقب، بل حقيقة ملموسة تؤكدها الأرقام والإنجازات.