الرئيسية مقالات رؤية 2030 من التحديات إلى الريادة العالمية

رؤية 2030 من التحديات إلى الريادة العالمية

43
0

 

✍🏻 اللواء. محمد فريح الحارثي

عندما أشرقت شمس رؤية 2030 تلك المبادرة الطموحة التي أطلقها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء لم تكن السماء صافية بل واجهت الرؤية منذ بداياتها عاصفة من الشكوك والتقليل من شأنها بل وحتى محاولات حثيثة لإفشالها وتعطيل مسيرتها فكان هناك من يراهن على عدم قدرتها على التحقق ومن كان يسعى جاهداً لبث روح اليأس والإحباط في نفوس المواطنين والمقيمين ولم تتوقف المحاولات داخل الوطن بل امتدت لتشمل قوى خارجية كانت تسعى لضرب هذه النهضة المباركة وتحالفت للنيل من مهندسها ومستشرفها من خلال حملات كيدية ماكرة بكل وسائل التشويه والتزوير وتلفيق الأكاذيب حيث لم يكن استهداف الرؤية بمعزل عن استهداف شخصية الأمير محمد بن سلمان نفسه فقد سعت بعض الأطراف الدولية التي أزعجها واقلقها طموح التغيير ووتيرته المتسارعة في المملكة إلى التشكيك في قدرة تحقيق مستهدفات الرؤية فتم تلفيق القصص ونشر الشائعات المغرضة بهدف ضرب حماسه وعزيمته والنيل من سمعة المملكة وصورتها الدولية ففي المراحل الأولى لتنفيذ الرؤية نشطت حملات الإرجاف والتشكيك في إمكانية نجاح المشاريع العملاقة التي تضمنتها حيث تم بث الشائعات الكاذبة بهدف خلق حالة من زعزعة الثقة في جدوى هذه الخطط الطموحة ووصل الأمر إلى اختلاق أكاذيب وشائعات بهدف إثارة الرأي العام وتأليبه ضد الأمير محمد بن سلمان ومحاولة نسف نجاح الرؤية من خلال التضليل والتزوير الذي لايزال يمارس من بعض الأصوات المنكرة وكانوا يعززون تهويلهم من خلال العزف على وتر التحديات الاقتصادية امام ضخامة المشاريع النوعية لكن عزيمة وحزم وشجاعة ولي العهد حفظه الله كانت أقوى من كل تلك الحملات العدائية وحملات الإحباط والتشكيك فقد استطاع وفقه الله بحنكته السياسية ورؤيته الثاقبة إدارة تلك المرحلة الصعبة بتوكله على الله ثم بثقته في الشعب السعودي فتعامل بحكمة مع الحساد والمشككين والمرجفين ليتحول السحر على الساحر وبدأت تلك الآمال الحاقدة تتهاوى أمام واقع الإنجازات والتقدم والتطوير الذي تشهده المملكة مما اضطر الأعداء والمشككون والمرجفون إلى إعادة حساباتهم والاعتراف بحقيقة شخصية قيادية ناجحة فذة تقود عصراً جديداً للمملكة العربية السعودية.

 

واليوم وبعد 9 سنوات من إطلاق الرؤية أصبحت السعودية بفضل الله تحتل مكانة متقدمة ضمن الدول العظمى بما تحقق من تقدم يسابق أوانه في مختلف المجالات واهم ما تحقق منها:

 

سياسياً: تعزيز دور المملكة الإقليمي والدولي وبناء شراكات استراتيجية قوية.

 

اقتصادياً: تنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على النفط، وتحقيق نمو اقتصادي مستدام.

 

صحياً: تطوير البنية التحتية الصحية ورفع مستوى الخدمات الطبية.

بيئياً: إطلاق مبادرات طموحة لحماية البيئة ومكافحة التغير المناخي.

اجتماعياً: تمكين المرأة وتعزيز دور الشباب، وتحسين جودة حياة المواطنين.

داخلياً: تطوير التعليم والصحة وإطلاق مشاريع ترفيهية وثقافية نوعية وإنشاء مدن اقتصادية حديثة.

الموارد البديلة: تحقيق تقدم كبير في تطوير قطاعات السياحة والترفيه كموارد بديلة للنفط.

التجارة: تحويل المملكة من دولة مستوردة إلى دولة مصدرة في العديد من المجالات.

التوظيف: تحقيق نجاح في تخفيف معدلات البطالة وتوفير فرص عمل جديدة.

لقد تحققت هذه الإنجازات في وقت قياسي مما جعل العالم ينظر إلى المملكة العربية السعودية باحترام وتقدير كبيرين.

وان كان من الصعب في هذا المقال حصر جميع المشاريع والإنجازات التي تحققت في إطار رؤية 2030 الا انه يمكن الإشارة إلى بعض الأمثلة البارزة مثل:

مشاريع المدن العملاقة: نيوم، ذا لاين، أمالا، القدية، روشن.

مشاريع البنية التحتية: توسعة المطارات والموانئ، تطوير شبكات النقل العام، مشاريع الطاقة المتجددة.

مبادرات اجتماعية: برنامج جودة الحياة، برنامج تنمية القدرات البشرية، تمكين المرأة.

تطوير القطاعات: تطوير قطاع السياحة (موسم الرياض، العلا)، تطوير قطاع الترفيه، دعم الصناعات غير النفطية.

إصلاحات اقتصادية: نظام الاستثمار الجديد، برنامج التخصيص، تطوير سوق المال.

وحسب ما تضمنه التقرير السنوي الصادر لرؤية السعودية 2030 لعام 2024، المكون من 358 صفحة فإنه يعكس حجم ما تحقق من إنجازات وطنية نوعية بارزة تؤكد على نجاح سير الرؤية بخطى واثقة نحو أهدافها والتي نقتبس منه ما نفخر به من خلال الاتي:

الاقتصاد: تجاوزت مساهمة القطاع الخاص في الناتج المحلي الإجمالي 47%، متجاوزة بذلك أحد مستهدفات الرؤية. كما بلغت الاستثمارات الأجنبية المباشرة 77.6 مليار ريال حتى الربع الأخير من العام.

الإسكان: فيما يختص بنسبة تملك الأسر السعودية لمنازلها فأظهر التقرير عن بلوغ النسبة 65.4% متجاوزا مستهدف 2024 المقدرة بـ 64% كما أشاد صندوق النقد الدولي، في تقريره الصادر بعد اختتام “مشاورات المادة الرابعة 2024″، بالنجاح الكبير الذي حققه برنامج الإسكان أحد برامج رؤية السعودية 2030، مؤكداً على أن هذا البرنامج يساهم بشكل فعال في تحقيق الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي للمواطنين

السياحة: تم تجاوز مستهدف الوصول إلى 100 مليون سائح قبل الموعد المحدد بسبع سنوات، مما يعكس النجاح الكبير في تطوير هذا القطاع.

المرأة: استمر ارتفاع نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل، محققًا مستهدفات متقدمة.

التراث والثقافة: ارتفع عدد المواقع السعودية المسجلة في قائمة التراث العالمي لليونسكو إلى 8 مواقع، محققًا مستهدف 2030.

التقنية والرقمية: تم تحقيق تقدم كبير في التحول الرقمي، حيث عُقدت 98% من جلسات التقاضي إلكترونيًا.

البيئة: زُرعت أكثر من 115 مليون شجرة، وتم إعادة تأهيل مساحات واسعة من الأراضي المتدهورة.

وهناك الكثير من المنجزات الواردة في التقرير التي تستوجب علينا شكر الله وتستوجب التأمل والتفكر والاستفادة من حقيقة ما شاهدناه وسمعناه من أدوات الارجاف والإحباط والتشكيك ونستفيد من حملات الاثارة والتأليب ضد ولاة الامر وضد توجهاتهم الحكيمة ونستفيد من تجربة التلاحم والالتفاف حول القيادة ونجعلها جرعة تحصين لصحة ومناعة قصة ملهمة لنا وللأجيال القادمة في المستقبل ودام عز الوطن