الرئيسية الإبداع الأدبي ((حين يسهر الليل..))

((حين يسهر الليل..))

100
0

 

بقلم: غزل أحمد المدادحة
-سهرتُ مع الليل… ككلّ منّا يسهر ليله، لكن هذه المرة كان طويلاً، طويلاً حدّ أني لم أشعر بثقله.
مرّت خلاله في خاطري حالات كثيرة:
عيون أثقلها النعاس ولم تستطع النوم، ربما لقلقٍ من مستقبلٍ آتٍ، أو انتظارٍ لصباحٍ يحمل مشوارًا جديدًا.
وإنسان يتألّم، أو يترقّب رسالة تُسعد قلبه.
وآخر يدرس بجدّ، يسابق الوقت ليقطف ثمرة جهده.
وهناك من يمرّ عليه الليل وكأنه ساعات من التأمل في بدائع السماء، لا يريد لها أن تنتهي.
لكن رغم اختلافهم، يشتركون جميعًا في انتظار حدث واحد:
شروق الشمس من جديد.
عندها تذوب أفكار الليل، ويبدأون يومهم بنشاطٍ بدني، نفسي، واجتماعي، وينتشر ضوء النهار في الأرجاء.
عزيزي الإنسان،
لا تسمح لأفكارك أن تسيطر عليك.
اتجه نحو هدفك، اجتهد لتستمر، ولتكن عيناك دومًا إلى الأمام.
نحن جميعًا ننتظر الشمس، ننتظر الأمل، ننتظر اليوم الجديد…
فليكن انتظارنا مشوّقًا، لا متوتّرًا،
كي لا نقع في دوامة اللااستقرار، ونفقد طريق الخلاص.ابتسم، وتوكّل على الله.
ما أجمل أن نحلم ونحن نعلم أن الله لا ينسى أحلامنا،
أن نغفو وقلوبنا مليئة بيقين اللقاء، لا حزن الفقد،
أن نهمس للسماء: “يا رب، اجعل الصبح قريبًا”،
فنستيقظ وقد تحققت دعوة كانت تطرق أبواب الغيب طويلاً.
فلا ليلٌ يدوم، ولا وجعٌ يُخلّد.