الرئيسية محلية رحيل السَّراج في يوم الوطن

رحيل السَّراج في يوم الوطن

89
0

 

بقلم: أحمد علي بكري

ألا لَيتَ شِعري هَل تُساعِدُ عَبرَتِي وَقَد فاجَأَت قَلبِي الفَجيعَةُ عَنهْ

بِيَومٍ تَغَنَّت فِيهِ أَعيادُ أُمَّةٍ وَلَكِنَّ عِندي مُصابٌ زادَ كَربُهْ

فَعُذراً بِلادَ العِزِّ إِنّي مُعَذَّبٌ وَما طاقَ قَلبٌ أَن يُوَاطِئَهُ فَرحْهْ

فَقَدتُ عَزيزًا قَد تَفَرَّدَ بِالتُّقى وَكانَ لَنا بَحرًا تَفَجَّرَ مِن نُصْحِهْ

إِذا ذُكِرَ العِلمُ استَقَرَّت مَكانَةٌ لَهُ، وَالهُدى حَتّى المَفاوِزُ قَد عَرَفْهْ

سَليلُ رِجالٍ نَوَّروا الدِّينَ وَالهُدى فَشَيَّدَ في أَرضِ اليَقينِ لَنا صَرحْهْ

حَليمٌ إِذا الحِلمُ استَقَرَّ بِقَلبِهِ جَليلُ المَعالِي ما تَفَرَّقَتِ العُزْمْهْ

تَصَدَّرَ لِلفَتوى، فَأَحكَمَ قَولَهُ وَما زَلزَلَت عِندَ الخُطوبِ لَهُ رُكنُهْ

بَكَتهُ المَنابِرُ، وَالمَساجِدُ أَسفَت وَأَظلَمَ في عَينِ البِلادِ لَهُ صُبحُهْ

وَمِن عِظَمِ الفَقدِ الَّذي جَاءَ مُرَّهُ أُواري سُروري وَالمَواجِدُ في صَدرْهْ

فَنامَ قَريرَ العَينِ في جَنَّةِ الرِّضا وَخَلَّدتَ ذِكراً، لَيسَ يَمحُوهُ مَحوُهْ

سَلامٌ عَلى الرّوحِ النَّقِيَّةِ دائِماً تُعَطِّرُ آفاقَ البِلادِ وَمَن شَمَّهْ

سَيَذكُرُهُ التّاريخُ في كُلِّ مَوطِنٍ وَيَحفَظُهُ الدِّينُ الحَنيفُ وَمَن ذِكرُهْ

فَلَكَ الخُلودُ المَشرِقُ العَطرُ يا عَلَمًا وَصَوتُكَ فِي أسماعِ أُمَّتِنا وَعدُهْ

وَإِنّا عَلى مَرِّ الزَّمانِ مُوَدِّعون وَلَكِنَّ صَوتَ الحَقِّ باقٍ هُوَ صَوتُهْ