الرئيسية مقالات الشخصية الطماعة

الشخصية الطماعة

256
0

 

الجوع الذي لا يُشبع الفجور والنقص

الطمع ليس مجرّد رغبةٍ في المزيد، بل هو نَهَمٌ داخليّ لا يعرف الاكتفاء، وجوعٌ سرمديّ لا يُشبع مهما امتلأت اليدان بما تشتهي الأنفس.

الطماعُ لا يرى في الحياة ميداناً للتبادل والتكامل، بل يراها غنيمةً مفتوحةً ليقتنص منها كل ما تطاله أنانيته، غير عابئٍ بحقوق الآخرين، ولا بمشاعرهم، ولا بحرمة النعمة التي بين يديه.

فهو يتقلب على خيرات الأهل والصحبة والحب والخصوم، لا يعرف للوفاء معنى، ولا للرضا سبيلاً.الجوع قبلته

إنه يعيش بمنطقٍ أزليٍّ مشوّه: أن العالم بأسره قد وُجد ليخدم رغباته وحده.

وقديمًا قيل: “الطمع ضرّ ما جمع”، ولعلها حكمة تختصر مأساة هذه الشخصية؛

ففي اندفاعه المحموم ليملك كل شيء، يخسر الطمّاع في نهاية المطاف أثمن ما لديه:

يخسر علاقاته، ويفقد سمعته، ويهدر راحته وسلامه الداخلي.

فمن هم الطمّاعون؟

•   مستغلّو العطاء: إذا أعطيتهم لم يَرَوا في عطائك فضلاً، بل مدخلاً ليطلبوا المزيد، فكرمك لا يُشبعهم، بل يزيد نهمهم.

•   تجّار العلاقات:

لا يقيمون صِلاتٍ إنسانية صافية، بل صفقاتٍ باردة، كل علاقة عندهم وسيلة للمنفعة؛ مالاً كان أو نفوذاً أو وجاهة.

•   أسرى الحسد:

لا يعرفون الرضا، يرون دوماً أن غيرهم يمتلك أكثر، فيغدو قلبهم مشتعلاً بالغيرة والضيق.

•   عاجزون عن الجهد: يريدون كل شيء ممهّداً سهلاً، كأن العالم مَدينٌ لهم، والآخرون خُلقوا ليعملوا عنهم.

علاماتهم ظاهرة

لا تخفى:

•   كثرة الطلب بلا عطاء.

•   الحسد لكل من يمتلك ما لا يملكون.

•   إنكار الفضل، حتى لو كان الفضل لهم حياةً جديدة.

الطماع لا يطعنك بخيانةٍ فجّة، بل يرهقك بإحباطٍ مستمر. يجعلك تشعر أن عطاءك لا قيمة له، وأنك مهما قدّمت فلن تكفي، بل ستُتّهم بأنك المُقصِّر، بينما الخلل كامن فيه هو.

فكن على وعي، واحفظ نفسك من طمعهم، فإن درهم وعيٍ أمامهم خيرٌ من قناطير ندم.

الطماع والناقص

عندما تبادرهم بالسلام والتعرف

يردون عليك بالنفخ والتكبر هجوم فهذا مؤشر دليل مرض 🦠 فأقطع لتنقذ وتوقف نفسك من

عدوى الأمراض

جمعة جامعة… موحِّدتُنا بالوطن

عبدالعزيز الحسن