ا/مزنة البلوشيه
سلطنة عمان/صدى نيوز إس
تماماً، التّحديق في عتمتها، الجلوسُ طويلاً على كنبة اليأس.. تكتيفُ اليدين والتّظاهر بالعجز في محاولة إخفاء الجانب الذي يودّ أن ينبض بالحياة، أن يكون الشّمس التي تُشرق كل يوم، والقمر الذي يضيء مهما سَجت الأقدار و ضربت به عرض الحائط..
لستَ الوحيد في هذا العالم كما يقوم عقلك بالادّعاء ونسجِ أفكار تستدعي الوحدة، من يُصارع الحياة!
كلنا وبرغم اتّساع هذا الكون -تضيقُ بنا الدّنيا- نحمل في قلوبنا ما لا تحملُه جبال، ونخبّئ فيها هموماً على مقاسِها، نُجاهد أنفسنا أن نعانق الدّنيا بابتسامة، أن نتقبل حقيقة كونها لاذعة، جارحة، خادشة وذات مخالب لا ترحَم قلباً إنسانياً، نلبس وجهاً مُشرقاً كلّ يوم وقبل خروجنا إلى رحابتها، نرسُم ابتسامةً مزيّفة، ونلوّنها بملامح تطردُ اليأس وتُبدي للنّاظر ملامح السعادة، لا أحد بخير كما يدّعي، أو كما تعكسُه حدقاتُ أعيُننا، كلّنا نواجه مخالبَ الحياة، وهذا بحدّ ذاته صراعٌ أزلي، لذلك تقبّل حقيقة أن الحياة مرّة برغم حلاوتها، ومظلمةٌ أحياناً برغم نورها أحياناً أخرىٰ، يقول جبران خليل جبران، ولعلّ هذا أصدق ما فاض به وجدانه وسطره قلمه : صدّقني، لو فقدت ما فقدت، لو كسَر الحرمانُ أضلاعَك، ستجتازُ هذه الحياة كما يجتازها كلّ أحد، فاختر الرّضا يهُن عليك العُبور، فإن سألتَ اللّه شيئًا فسَله الرّضا






