عـــــــــادل بكري
جازان /صدى نيوز إس
الغضب هو شعور طبيعي يمر به كل إنسان عندما يواجه موقفاً يثير فيه الإحباط أو الظلم أو التوتر. في بعض الأحيان يكون الغضب مفيداً لأنه يعبر عن حاجاتنا ويحفزنا على اتخاذ خطوات لتغيير المواقف السلبية. لكن عندما يخرج الغضب عن السيطرة، فإنه قد يؤدي إلى مشاكل نفسية واجتماعية تؤثر على حياتنا وعلاقاتنا.
دور الثبات الانفعالي عند الغضب هو القدرة على التحكم في مشاعرنا وعدم السماح للغضب أو أي انفعال سلبي بأن يتحكم في تصرفاتنا. الشخص الذي يمتلك هذا الثبات يتعامل مع المواقف الصعبة بهدوء ويستطيع التفكير بوضوح واتخاذ قرارات سليمة. الثبات الانفعالي يساعد في تقليل النزاعات ويحافظ على صحتنا النفسية والجسدية ويجعل حياتنا أكثر توازناً وسلاماً.
من المهم أن نطور مهارات التحكم في الغضب وأن نمارس الهدوء في مواقف الضغط والتوتر. فنحن لا نستطيع دائماً التحكم بما يحدث حولنا، لكن يمكننا التحكم في ردود أفعالنا. لذلك، من الضروري الابتعاد عن المواقف التي قد تزيد من الغضب الشديد والقيام بخطوات عملية لتفادي التصرفات المتهورة. على سبيل المثال، يمكننا أن نبتعد عن الموقف فوراً في لحظات الغضب، أو أن نمارس التنفس العميق لتهدئة النفس. كما أن البحث عن منفذ آخر للطاقة مثل المشي أو الرياضة يساعد في التخلص من التوتر.
كما يجب أن نتذكر أهمية التفكير في العواقب قبل اتخاذ أي تصرف، فالتحكم في الكلمات والتفكير ملياً قبل الرد يساعد في تجنب الأضرار التي قد تترتب على الغضب. وأخيراً، إذا تسببنا في إساءة لشخص آخر بسبب انفعالنا، من المهم أن نعترف بذلك ونعتذر، مما يساعد في تهدئة المواقف وبناء علاقات أكثر استقراراً.
في النهاية، الثبات الانفعالي ليس مجرد قوة داخلية، بل هو مفتاح لعيش حياة مليئة بالسلام الداخلي والتوازن. هو رحلة مستمرة نحو تحسين الذات، والقدرة على مواجهة التحديات دون أن نسمح لها بالتحكم فينا. نحن نملك القدرة على أن نصبح أكثر هدوءاً وصبرًا، وأن نتجاوز لحظات الغضب بشجاعة، لنعيش في سلام مع أنفسنا ومع من حولنا.






