✒️ بقلم: الكاتبة وجنات صالح ولي – السعودية.
ما بين عزلتنا وأخرى، نحتاج إلى تلك الخلوة التي نستمع فيها إلى أنفسنا حتى نعرف ماذا نريد نحن بالتحديد، بعيدًا عن تأثير الآخرين ورغباتهم التي تتسلل أحيانًا إلى قلوبنا دون أن نشعر. في تلك اللحظات، ندرك أن الصمت ليس غيابًا للأصوات، بل مسافة آمنة نتنفس فيها بعد طول اختناق. نترك العالم خلفنا، ونقترب خطوة من دواخلنا المنهكة، فنسمع الحنين وهو يطرق باب القلب، ونلمح الطموحات التي أهملناها عمدًا أو نسيانًا وهي ترفع يدها طلبًا للعودة.
وفي كل مرة نصمت فيها بإرادتنا، نُعيد ترتيب الفوضى التي أثقلت صدورنا، ونمنح أنفسنا فرصة لالتقاط ما سقط منا في الطريق. نتفقد ندوبنا دون لوم، ودون إلحاح للشفاء السريع. فالصمت يُربّت على أرواحنا حين تتعب من صخب الحياة، ويخبرنا أن أقسى ما نفعله بأنفسنا هو أن نُصغي لكل الأصوات… إلا صوتنا الداخلي.
لهذا… دع قلبك يتكلم حين يصمت الجميع. امنح نفسك لحظة لا يسمعك فيها إلا أنت، فبعض الهمسات الخفيّة تعيدك إلى الطريق الصحيح، وتذكرك بأنك تستحق أن تُنصت لصوتك أولاً، قبل أن تُجيب العالم كله.






