✍️ ياسر الحلوي ‐ جازان
في زمن تتسارع فيه وتيرة الحياة وتتعدد فيه المشاغل والاهتمامات، يبقى الوفاء قيمة نادرة تضيء القلوب قبل الدروب، وتمنح العلاقات الإنسانية معناها الحقيقي وعمقها الجميل.
الوفاء لأهل الوفاء ليس مجرد كلمات تُقال أو مواقف عابرة، بل هو سلوك نبيل يجسد أصالة الإنسان وامتداد جذور الخير في داخله.
كم هو جميل أن نُكرم من قدّموا، وأن نذكر من غابوا بأطيب الذكر، وأن نحفظ للأوفياء فضلهم ومكانتهم في القلوب والمجتمعات. فالوفاء هو ذاكرة النبل التي لا تعرف النسيان، وهو أسمى صور الإنسانية التي تتجلى في الاعتراف بالجميل، وردّ الفضل لأهله.
وفي الميدان الإعلامي والإنساني والاجتماعي، تتجلّى مظاهر الوفاء في تكريم الرواد، والاحتفاء بالمخلصين الذين تركوا بصمة في مسيرة العطاء. فالمجتمعات التي تكرم أبناءها الأوفياء، هي مجتمعات تبني المستقبل على قاعدة من الإخلاص والاحترام.
إن الوفاء لأهل الوفاء ليس مجرد واجب، بل هو رسالة تربوية وقيمة وطنية سامية، تُعزز روح الانتماء، وتغرس في الأجيال معنى التقدير والعرفان.
ولعل أجمل ما نختم به هو أن الوفاء لا يُعلَّم بالكلمات، بل يُترجم بالأفعال.
فكونوا أوفياء لأهل الوفاء… لأنهم يستحقون أن يُكتب عنهم التاريخ بحبرٍ من النور.






