د. منصور نظام الدين: جدة:-
قال استشاري علاج الأورام بالأشعة الدكتور هدير مصطفى مير ، تزامنا مع اليوم العالمي للسكري الذي يصادف 14 نوفمبر من كل عام ، إن التعامل مع المرضى الذين يعانون من السرطان والسكري في آن واحد يعتبر من أصعب التحديات الطبية والنفسية التي تواجه الفريق العلاجي والمريض على حد سواء، إذ يحتاج هؤلاء إلى رعاية دقيقة وشاملة تراعي التوازن بين علاج السرطان من جهة، والسيطرة على مستوى السكر في الدم من جهة أخرى ، لافتا إلى أن مرضى السكري الذين يتلقون علاجات السرطان، مثل العلاج الكيماوي أو الإشعاعي أو الهرموني، قد يواجهون تقلبات حادة في مستويات السكر بسبب تأثير هذه العلاجات على الجسم، إضافة إلى التوتر النفسي والتغيرات في الشهية والنشاط البدني .
وتابع أن العلاج الكيماوي مثلاً قد يسبب ارتفاع السكر نتيجة استخدام الكورتيزون أو بسبب الإجهاد الجسدي، بينما قد يؤدي فقدان الشهية والغثيان إلى انخفاض مفاجئ في مستوى السكر، وهذا يتطلب متابعة دقيقة وتعديل الأدوية بشكل مستمر ، كما أن التعب والإرهاق من الأعراض المشتركة بين المرضين، وغالباً ما يعاني المرضى من نقص الطاقة، واضطرابات النوم، وضعف المناعة، مما يجعل حياتهم اليومية أكثر صعوبة ، وهنا تبرز أهمية الدعم النفسي والاجتماعي، فالمريض يحتاج إلى من يفهم معاناته ويمنحه الأمل والاستقرار النفسي، لأن الحالة النفسية الجيدة تسهم بشكل مباشر في تحسين الاستجابة للعلاج وتنظيم سكر الدم.
وفيما يتعلق بالجوانب النفسية، شدد د.مير على أن القلق والاكتئاب من أكثر المشاعر شيوعاً بين من يعانون من المرضين معاً، كما أن الخوف من المستقبل وفقدان السيطرة يضاعف من حدة التوتر، مما ينعكس سلباً على معدل السكر ، فالعقل والجسد مرتبطان ارتباطاً وثيقاً، وكل اضطراب نفسي يترك أثره في الجسم.
وعن دور الأسرة في دعم المرضى يواصل د.هدير :
الأسرة تمثل خط الدفاع الأول في رحلة المريض مع السرطان والسكري، فالدعم النفسي والعاطفي الذي يتلقاه المريض من أفراد أسرته قد يكون في كثير من الأحيان أهم من العلاج الدوائي نفسه ، فحين يشعر المريض أن عائلته تقف إلى جانبه، وأنه ليس وحده في المعركة، فإن ذلك يمنحه طاقة إيجابية هائلة تساعده على تحمل الألم والتقلبات النفسية التي تصاحب العلاج.
وأضاف أن كلمات التشجيع، والاهتمام بالتفاصيل الصغيرة، وتقديم المساندة في المواعيد العلاجية تخلق فرقاً كبيراً في نفسية المريض، وتسهم في تحسين جودة حياته ، وهنا يجب على الأسر الابتعاد عن الشفقة الزائدة أو التذكير المتكرر بالمرض، لأنها قد تزيد من التوتر، فالمطلوب هو زرع الأمل والطمأنينة والتعامل الطبيعي مع المريض.
ويوجّه د.مير في ختام حديثه بعض النصائح
المهمة للمرضى المصابين بالسرطان والسكري معاً للتمتع بأفضل جودة حياة ممكنة وهي : الالتزام بالمتابعة الطبية المنتظمة بين طبيب الأورام وطبيب السكري لضبط العلاجين معاً ، المحافظة على نظام غذائي متوازن غني بالخضروات والبروتينات الخفيفة، وتجنب السكريات البسيطة ، الحرص على النشاط البدني المعتدل بما يتناسب مع قدرة الجسم وتوصيات الطبيب ، مراقبة مستوى السكر يومياً وتدوين القراءات، خصوصاً أثناء جلسات العلاج الكيماوي ، الاهتمام بالصحة النفسية عبر الدعم الأسري والمجتمعي والمشاركة في مجموعات الدعم الخاصة بمرضى السرطان والسكري ، النوم الجيد والراحة الكافية، لأن قلة النوم ترفع من مقاومة الجسم للأنسولين وتزيد الإرهاق .






