ا/محمد باجعفر
جازان /صدى نيوز إس
تجلسُ أمام القمر كأنها تُحادثه،
تسندهُ بصمتها، ويُسندها بضيائه،
وتبدو كروحٍ اختارت أن تهرب من ضجيج الأرض
لتستريح في حضن السماء.
كانت الليلة ساكنة،
والهواء يمرّ خفيفاً كأنه يخشى
أن يزعج امرأةً غارقة في فكرةٍ بعيدة،
تستند إلى كتف الليل وتغيب.
وشالها المنسدل على كتفيها
يبدو كصفحةٍ أخرى من الحكاية،
يحمل ألواناً لا يعرفها الليل،
لكنها تُضيء فيه كما لو أنها جزءٌ من القمر.
تمدّ يدها قُرب وجهها
وكأنها تمسح تعب يومٍ مضى،
أو تُقَرِّب ذكرى ما من قلبها
لتتأكد أنها لا تزال حيّة فيها.
لم يكن في الصورة سوى امرأةٍ وقمر،
لكنّ التفاصيل كانت أعمق وتقول أكثر:
تقول إن الانتظار له ظلّ،
وإن الشوق له صوتٌ حتى
لو لم نسمعه،
وإن الإنسان مهما قوي
يعود في النهاية إلى لحظةٍ يجلس فيها مع نفسه
تحت سماءٍ واسعة
يسأل، ويتنهّد، ويُعيد ترتيب قلبه.
لقد بدت كأنها تُلقي همّها في حضن الضوء،
وتترك للّيل مهمة تهدئتها،
حتى إذا قامت من مقعدها
كانت أخفَّ، وأنقى،
وأقرب إلى تلك الروح التي تتمنّى أن تكونها دائماً.
بقلم /محمد باجعفر






