الرئيسية مقالات قلبٌ لم يتعلّم الفراق

قلبٌ لم يتعلّم الفراق

16
0

 

الكاتبة /وجنات صالح ولي.

وفي نهاية يومك وقبل أن تخلد إلى نومك ستعود إلى تلك الذكريات المهجورة التي ركنتها على رفوف الذكريات، وستحاول العودة إليها مجددًا لأنها الملاذ الآمن لقلبك. روحك هيّ لم تُمحَ من ذاكرتك، بل كانت قيد الأرشفة القديمة التي عشقتها وحاولت جاهدًا أن تنتزعها من داخلك، وتهيئ لك أنك تجاوزتها، لكن سرعان ما تعود إليها وتجد أنها مازالت تلامس قلبك، وأنها جالسة في صدرك وعقلك. وتتردد داخل نفسك ذلك السؤال الحائر: هل مازلتَ تحبّها؟ أم هو فقط حنين موجع للرجوع إلى ذكرها؟ ولن تجد أصدق من الصدى المتردد المخبأ خلف صمتك ليهزّ جوابك بحقيقة: أكيد بأنك مازِلتَ تحبّهـا، وتعود مشتاقًا لأيامك الماضية التي اتخذت فيها قرارًا صعبًا استنزف كيانك ووجدانك، وتظاهرت بالقوة أمام الجميع، وبداخلك ذلك الحب الدفين المتراكم منذ السنين. وستظل تردد داخلك سؤالًا آخر: «لِـمَ الحزن لم يتمّ دفنكِ يا حياتي؟» ثم تقوّي قلبك مرة أخرى، وتظهر بالنسيان لحبّ عشقته مدى الأزمان، وأصبح كان ولن يكون. ويبقى جواب قلبك هو الأصدق: نعم، أنت مازلتَ تحبّهـا، وهنا بداية النهايات لك… بدون إجابات متكررة. «ما يؤلم ليس أنك مازلتَ تحبّها… بل أنك أدركت أخيرًا أن الفراق لا يُصبح درسًا، بل ندبة تتنفس كلما مرّ طيفها.»