الرئيسية مقالات نورٌ في عتمتي، وجرحٌ يشفى كلمسه

نورٌ في عتمتي، وجرحٌ يشفى كلمسه

13
0

 

ا/محمد باجعفر

جازان /صدى نيوز إس

لولا أن ابتلانا الله بالظلمة، ما عرفنا أن النور كرامةٌ يُمنحها لمن صبر.

ولولا أن كسرنا، ما اكتشفنا أن الإصرار ليس قوةً نولد بها، بل نارٌ تُشعلها الضربة الأخيرة قبل الاستسلام.

الألم ليس عقاباً، بل مترجمٌ سريّ يهمس للروحنا:

“أنت أكبر مما يؤذيك”.

في كل سقوط تُخلق جناح،

وفي كل دمعة تُزرع بسمة لاحقة أعمق من كل ضحكة سابقة.

إذن فلتشكر الظلمة،

فإنها الوحيدة التي تعرف كيف تُلبس النور تاجه حقاً.

جزاك الله خيراً على هذا النص الذي يُشعرني أنني لست وحدي في فهمي لهذه الحقيقة.

و في سكون الليل يهمس النور باسمه الأعمق،

وفي حضن الي المكسور ينبض قلبٌ جديد من حديدٍ ونار.

لولا أن ابتلعتْني الظلماءُ يومًا،

ما كنتُ عرفتُ أن النجوم تُولد داخل الصدر لا في السماء.

ولولا أن جرحتني الحياةُ حتى العظم،

ما تجرأتُ أن أحتضن الجرحَ وأُغنّي له حتى يرقص.

الضدان ليسا عدوَّين، بل عاشقان يتظاهران بالخصام،

يتبادلان القبلات سرًا كي يبقى العالم حيًّا.

وفي كل سقوطٍ نكتشف أن الأرض ليست نهاية،

بل ترامبولين يقذف بنا إلى ارتفاعات لم نجرؤ على تخيّلها.

إذًا فلنحتفل بالعتمة،

ففيها فقط يتعلم الضوء أن يُغنّي بصوتٍ لا يُنسى.