الرئيسية مقالات سفينتنا الخضراء

سفينتنا الخضراء

64
0

 

عقب خسارة المنتخب بطولة العرب 2025هـ في قطر،

خرج علينا بعض المحللين الرياضيين من أبناء الوطن، ومعهم إعلاميون وإداريون وجماهير، يدلون بدلائهم،

وكلُّ الدلاء خرجت فارغة.

كلٌّ بحسب ميوله وانتمائه،

متناسين أن السفينة واحدة، تسير في عمق البحار والمحيطات، تخوض عبابها، وتصارع أمواجها.

نسوا أننا كمثل ذلك الشخص الذي أراد أن يُغرق السفينة ليغرق أهلها،

فما أمامنا إلا خياران:

إما أن نمنعه فننجو، أو نتركه فنهلك معًا.

… وما بين هذا وذاك، نضيع نحن، ويضيع المنتخب.

سفينتنا الخضراء لا تغرق بخسارة بطولة،

بل تغرق حين يتحول أبناؤها إلى ثقوبٍ في جسدها.

تغرق عندما يصبح النقد شماتة،

والتحليل تصفية حسابات،

والانتماء قميصًا يُخلع عند أول عثرة.

تغرق حين يتكلم الجميع، ولا يعمل أحد،

ويعلو الضجيج، ويغيب العقل.

الخسارة واردة في كرة القدم،

لكن العبث مرفوض.

والتراجع ممكن،

لكن التخوين جريمة.

فالمنتخب ليس ملك مدرب، ولا إدارة، ولا لاعب، ولا إعلامي، ولا مشجع متعصب.

إنه ملك وطن،

والوطن لا يُدار بالميول ولا بالأهواء.

من أراد الإصلاح، فليضع يده على الخلل بصدق،

ومن لم يملك إلا الصراخ، فليصمت،

لأن الصمت هنا أرحم من كلامٍ يزيد التصدع.

إما أن نكون بحّارةً يحرسون السفينة وقت العاصفة،

أو ركابًا أنانيين يثقبونها بحجة أنهم غاضبون.

والنتيجة واحدة إن اخترنا الطريق الخطأ:

لن نغرق وحدنا… بل سنغرق جميعًا.

السفينة ما زالت واقفة،

لكنها لن تصمد طويلًا

إن لم نتعلم أن نختلف بعقل،

وننتقد بأمانة،

ونضع الوطن فوق كل اسم، وكل لون، وكل مصلحة.

بقلم / محمد باجعفر