بقلم /فوزية الوثلان
قال الله تعالى:
﴿وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا﴾
تأملٌ عظيم تحمله هذه الآية الكريمة، فالله سبحانه وتعالى قادرٌ أن يُنزل الرُّطب على السيدة مريم دون عناء، وقادرٌ أن يرزقها بلا سبب، لكنه أراد أن يعلّمنا درسًا خالدًا: أن العطاء لا يأتي دون سعي، وأن الثمرة لا تُقطف دون جهد.
كانت السيدة مريم عليها السلام في أشد لحظات الضعف؛ ألم الولادة، الإرهاق، والوحدة، ومع ذلك جاءها الأمر الإلهي: هُزّي النخلة.
والنخلة معروفة بصلابتها، وصعوبة هزّها، فكيف بامرأة في تلك الحال؟
لكن الرسالة واضحة: اعملي، تحرّكي، ابذلي السبب… وتوكلي على الله.
وهنا تتجلّى الحكمة؛
فالنجاح لا يُمنح صدفة، ولا يُهدى لمن ينتظر، بل يُكافأ به المجتهد الصابر.
كل إنسان يسعى للنجاح—رجلًا كان أو امرأة—لا بد أن يمر بالتعب، ويواجه التحديات، ويصطدم بالعقبات، لكن عليه أن يدرك أن الصعوبات ليست عوائق، بل تجارب تصنع القوة.
القمة لا يصلها الكسالى،
ولا يبلغها المستهترون،
ولا يثبت عليها المخادعون.
القمة حكرٌ على من صبر، واجتهد، وواصل رغم التعب، ولم يستسلم لليأس.
وعندما تشعر بالفتور،
وعندما يغريك التراخي،
وعندما تقول: الأمر صعب…
تذكّر هذه الآية، وردد في داخلك:
هُزِّي النخلة…
فالخير يأتي بعد السعي،
والنجاح يولد من رحم التعب






