ا/بسمة الأمير
جازان /صدى نيوز إس
عزة النفس ليست مجرد شعور بالكرامة، بل هي الحافة التي يقف عليها الإنسان ليطل على الحياة، يرى فيها ذاته في مرآة صافية لا تشوبها أوهام الغرور ولا انعكاسات الخوف. الحياة من دون عزة النفس كسماء بلا نجوم، كبحر بلا أمواج، كروح تبحث عن معنى في صمت لا يجيب.
الإنسان ذو عزة النفس يعرف أن قيمته لا تُقاس بما يملك من مال أو مكانة، بل بما يحتفظ به من صفاء داخلي، وبما يرفض أن يفرط فيه مهما كانت الإغراءات. هو لا يساوم على كرامته، ولا يبيعها لقاء رضا الآخرين، لأنه يعلم أن الحياة لا تستحق أن تُعاش بلا احترام الذات، وأن كل لحظة يضيعها في التنازل عن نفسه هي لحظة تُفقد من عمره ومن معناه.
الحياة، في جوهرها، رحلة مستمرة بين الفهم والتجربة، بين الصعود والهبوط، بين الألم والفرح. كل تجربة نعيشها تحمل درسًا، وكل تحدٍ يواجهنا يحمل مفتاحًا لفهم أعمق لذواتنا. من يملك عزة النفس يقرأ الحياة بنظرة صافية، يرى فيها فرصة لاكتشاف ذاته، ويرى في كل لحظة اختبارًا لشجاعته وصدقه مع نفسه.
عزة النفس تمنحنا الحرية، والحياة تمنحنا الفرص؛ فإذا اجتمعت الحرية مع الفرص، ينشأ الإنسان القادر على أن يعيش بلا رهبة، على أن يحب بلا خوف، وعلى أن يتعلم من كل سقوط بلا فقدان للكرامة. كل تحدٍ صغير أو كبير يصبح مرآة نرى فيها حقيقة أنفسنا، وكل فرحٍ أو ألم يصبح رسالة للحكمة التي تنمو داخلنا.
إن فهم الحياة بعين عزيزة النفس يعني إدراك أن لا أحد يملك السلطة على قلبك إلا أنت، وأن لا معنى لأي نجاح إذا خسر الإنسان نفسه في سبيله. إن الحياة ليست ملكًا لمن يصعد بأقدام الآخرين، ولا لعابر الطريق الذي يركض خلف الظلال، بل لمن يملك الشجاعة ليكون نفسه، ليقف صادقًا في وجه الرياح، ليبتسم رغم العواصف، ليحمل داخله شعلة لا تنطفئ باسم الكرامة والوعي.
وفي النهاية، عزة النفس ليست مجرد صمود، والحياة ليست مجرد مرور، بل هما معًا رقصة متواصلة بين الوعي والكرامة، بين الاختيار والمعنى، بين الإنسان ونفسه في مواجهة الكون كله. من فهم هذا المعنى، عاش الحياة حرة، صافية، حقيقية، كأنه شمعة تنير طريقها بنفسها، دون أن تطلب إذن أحد، ودون أن تخاف من الريح.






