علموني ياكرام وين بلقالي رفيق
لايزل ولايضيق لختلفنا في الطريق
بقلم : أبو عبدالعزيز
الزهراني —منطقة الباحة
محافظة قلوة 2025/2/1م
— في بداية أي علاقة
أوصداقة بين الناس تظهر في بدايتها المشاعر الجياشة والحب والأحترام والإعجاب والتقدير بكل فخر وأعتزاز وهذا فعل الناس ولابأس،ومع مرور الوقت رويدًا رويدًا وماهي إلا أيام وليالي قليلة وبدون مقدمات تهب رياح الخريف محملة بالعواصف والتغيرات،فسرعان ماتتغير الملامح وتبان الأخلاق ويبان ماتحت الرماد،ويظهر ماكان خفياً بالأمس من بعد عواصف خريف العلاقات،فعند أذن تبان تلك الوجوه المظلمة التي تستقبلك بالأبتسامة الزائفة وبالكلام المعسول وماخفي كان أعظم من خناجر الغدر المسمومة، عندها يقف ذا اللب حيرانًا لايعلم ماهو السبب في كل هذه المتغيرات ثم يتساءل لماذا ?حصلت كل هذه الأحداث فلا يجدإلا جواباً واحداً أمامه إنها رياح وزوابع خريف مابعد العلاقات التي لا تبقي ولاتذر إلا من كان معك صديقاً صدوقاًصادق الوعد منصفا ،نعم أنه الشخص الوحيد الذي سوف يبقى معك ثابتًا بوجه كل هذه العواصف والتغيرات لانه واضحًامع نفسه أولًا ثم صادقًا مع الأخرين عارفًا بمن كان حوله مثمناً قدر الصداقة والعيش والملح وواثقًا من خطواته يمشي ملكًا،ولا تنطبق عليه نظرية القطيع ،ولاتعجب فالناس معادن وهذه سنة الله في عباده حتى يرث الله الأرض ومن عليها، فالحديد يصدأ والذهب يبقى والسواد الأعظم من الناس يعلم علم اليقين أن الحب له دلائل كثيرة والبغضاء كذلك وتبان واضحةً حتى وإن تكلف في إخفاءها الرجلُ، أخي الحبيب أحذر ثم أحذر أن تكون مع الذين لا يعرفون العطاء ولا يثمنون الجهود ولا تكن للخائنين مؤيداً ونصيرا – الذين يحسبون كل صيحةً عليهم.
وعلموني ياكرام وين بلقالي حزام
لاجدال ولا خصام لابدينا في الكلام
نعم لا يخفى على الجميع إن العلاقات
والصداقات بنيت على المصالح فردية كانت أو مجتمعات ومن أولويات أهدافها المنافع والتصالح في كل زمان ومكان فقد تكون سمة وعنوان،ولكن للأسف تأبا المواقف والليالي والأيام وعواصف خريف العلاقات والأحداث إلا أن تظهرلك مالم يكن لك بالحسبان ،فلا تبتأس ولاتحزن فالحرلايبالي بما يرجف المرجفون يعرف قدره قبل أن يعرفه الغير ويعرف أين يكون ومتى يكون وكيف يكون ،ومن تمام العرف والمعرفة كسب القلوب والمواقف فلا عطاء دام بدون إهتمام ولا إهتمام دام بغير عطاء،أخي صاحب القلب الكبير تذكر دائمًا أن الصمت في بعض المواقف والحالات من بعد خريف العلاقات ليس عجز ولا قل ولا ذل ولكن لكل مقاماً مقال والكيّس من دان نفسه،أخواني الكرام وبكل أختصار صدقوني أن الناقص يسعى دائمًا للنيل من الأخرين وإلحاق الضرر بهم فقط ليبرر عيبه ونقصه حتى يشعر بالكمال وقديكون بيننا ومعنا من يتمنى أن يراك في أسواء حال فلا تنزعج ولا تهتم،وأمامن يريد الأحتفاض بك يعرف تمام المعرفه أصول القرابة و الصداقة والزمالة والنسب وكيفية التعامل معها بكل أريحية وتفاني لكي يستمر تدفق المحبة والعطاء مقاوماً تلك العواصف بصبر وبجذور صلبة وقوية،ومن يريد أن يقفل بيبان التواصل سوف يجد الأعذار الهزيلة ليبتعد عنك بينما الأخريختلق الأوهام ليبقى الودمستمراً، وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرلكم ،ولا يفهم هذا الأمر إلا أهل العقول الكبيرة التي تعرف مالها وما عليها من حقوق وواجبات بعيداً عن الظن والتخمين والقيل والقال وكثرة السؤال.
ودمتم في خيرًا دايم