الرئيسية مقالات حادث تلو حادث: متى تتوقف نزيف الطرقات؟

حادث تلو حادث: متى تتوقف نزيف الطرقات؟

91
0

 

✍🏻الكاتب/ الإعلامي خضران الزهراني / الباحة

في كل صباح يُفتح على فاجعة، وفي كل مساء يُختتم بخبر حزين… حادث تلو حادث، وكأن القدر لا يمنحنا فرصة لالتقاط الأنفاس. آخرها ذلك الحادث الأليم الذي وقع في بلاد زهران بمحافظة قلوة، وراح ضحيته شباب في عمر الزهور، لا ذنب لهم سوى أنهم كانوا على طريقٍ باتت السرعة والتهور تسيّره، لا العقل ولا القانون.

فقدنا في هذا الحادث المفجع الشاب عبد العزيز يحيى فاران، ومعه عبد الرحمن موسى حسن وعبد الله موسى عبد الله ملعوس، رحمهم الله جميعًا، ونسأل الله أن يربط على قلوب ذويهم ويجعلهم من أهل الجنة. كما أُصيب آخرون، بعضهم في حالات حرجة، ولا تزال آمال أهلهم معلقة بدعاء لا يفتر، وقلوب لا تنام.

المشهد يتكرر، والعناوين تتشابه: شاب يلقى مصرعه… عائلة تُفجع… إصابات خطيرة… وما زالت الأسباب واحدة: السرعة، التهور، وعدم الالتزام بأنظمة المرور.

لقد أصبح الطريق مقبرة مفتوحة، والمركبة أداة موت في يد كل من استهان بالقانون وتجاهل مسؤولية القيادة.

إلى متى يستمر هذا النزيف؟ إلى متى نصحو على صراخ الأمهات ودموع الآباء، ونغلق يومنا بتشييع الجنائز؟

نُطالب بتكثيف الرقابة المرورية، وتركيب الكاميرات، ووضع حد لكل مستهتر، فالأرواح ليست أرقامًا تُحصى في نشرات الأخبار. كما ندعو السائقين، وخصوصًا الشباب، إلى الوقوف لحظة مع النفس: هل تستحق دقائق من السرعة أن تُنهي حياة كاملة؟

ليست هذه مجرد مأساة… بل جرس إنذار، يدق كل يوم، فهل من مستجيب؟

رحم الله من رحل، وشفى من أُصيب، ونسأل الله أن يحمي طرقنا من كل شر، ويجعل السلامة رفيق كل مسافر.