الرئيسية الأدب والشعر النّبيُّ الأخيرُ

النّبيُّ الأخيرُ

433
0

الشاعر: بغداد سايح

مــعــلّـمٌ يــفــتـحُ الأرواحَ يـدْخـلُـهـا
يُضيءُ هذي الدّنا السوْداءَ يغْسِلُها
إذا تــشـرّدتِ الأفـكـارُ فــي طُــرُقٍ
حــزيـنـةٍ وتــنــادتْ فــهْــوَ مـنْـزِلُـها
هــوَ الـوفاءُ الـغزيرُ الـنبْضِ مُـنْسكِباً
ويـخذُلُ الـخطْوُ أرْضـاً لـيْسَ يـخْذِلُها
تُـحِـبُّهُ صـلـواتُ الـحـرْفِ فــي لـغـةٍ
بـصـبِّـهِ بـسَـمـاتِ الـحِـبْـرِ يُـذْهِـلُها
رؤاهُ قــلْـبٌ يــضُـخُّ الـحُـلْـمَ أرْوعَــهُ
يـخُـطُّ أفـراحَـهُ الأشـهـى ويُـرسِلُها
كــأنّـمـا تــقِــفُ الأحــــزانُ خـائـفـةً
أمـــامَ حِـكْـمَتِهِ الْـحَـمْرا ويُـشْـعِلُها
ويُحْرقُ الحُزْنَ حتّى لا يسيرَ أسىً
ويـنـسُجُ الـفـكْرَةَ الأبـهـى ويـغْـزِلُها
تـعـلّـمتْ كـلِـمـاتٌ مــنْـهُ أنَّ مــدىً
يـقـولُـهـا مــطَـراً كــالـورْدِ يـحْـمِـلُها
وأنَّ لــيـلاً يـــرُشُّ الـمـفْـرداتِ يـــدٌ
تُـصـافـحُ الـنـفْـسَ بـيـضـاءً تُـدلّـلُـها
وأنَّ كــــلَّ يـنـابـيعِ الــهُـدى فــمُـهُ
يُـنـيـرُ وشــوشـةَ الـمـاضي يُـرتِّـلُها
إلـى الـذي تـسْكُبُ الـناياتُ بهْجتَهُ
فــهـذهِ الـــرّوحُ بـالـمـعنى يُـبـلِّـلُها
تـسـيرُ أحْـرُفُـهُ الـخـضراءُ مُـعْـشِبةً
وتـشـتـهـيـهِ مـــعــانٍ إذْ يُــزلْـزِلُـهـا
تــجـيءُ نـهْـراً حـكـاياتُ ابـتـسامتِهِ
فـشـهرزادُ الـصـدى أحـلى تُـبجِّلُها
فـمـوقِظُ الـغـدِ مــنْ نـيـرانِ غـفْـوتِهِ
تـــــراهُ غـيْـمـتُـهُ غــيْـثـاً يُـؤجِّـلُـهـا
وسـيْـفُ أمْـجـادِهِ الـنـسْيانُ يُـغْمِدُهُ
تــسُـلُّـهُ ذكْــريــاتٌ كــــمْ يُـقـبِّـلُـها
كـجِـسْـرِ قـافـيـةٍ يـمـضي بـمُـفردةٍ
إلـــى قـصـائـدَ بـالـمـغزى يُـكـلّـلُها
ويـحبِسُ الـهمَّ عـنْ جيلٍ كما شجَرٌ
يُــبـرْعـمُ الــحُـبَّ أجْــيـالاً يُـظـلِّـلُها
تــــرى مـحـبّـتُـهُ بــؤْســاً وتـغـلِـقُـهُ
تـــسُـــدُّ حـــالــكَ آلامٍ وتُـقْـفِـلُـهـا
ولـمْ يـزلْ يُـطفئُ الأحْـقادَ مـبْتسِماً
ويــمْـلأُ الــكـوْنَ أخْــلاقـاً يُـعـسِّـلُها
تــذوبُ رغْــمَ صـمـودِ الـجُرحِ كُـربتُهُ
فــفــي دروبِ بُــطــولاتٍ يُـسـيِّـلُها