الرئيسية مقالات “الكافيين” .. صديق اليقظة أم عدو النوم؟ الدكتور ضياء يكشف الحقائق 

“الكافيين” .. صديق اليقظة أم عدو النوم؟ الدكتور ضياء يكشف الحقائق 

172
0

 

منصور نظام الدين  :جدة:-

أكد طبيب الروماتيزم وهشاشة العظام الدكتور ضياء حسين :أن الكافيين يعتبر من أكثر المواد المنبهة انتشارا في العالم، إذ يعتبر مركب طبيعي ويوجد بشكل رئيسي في حبات القهوة وأوراق الشاي، كما يتواجد في الكاكاو، ومشروبات الطاقة، وبعض الأدوية ، مبينا أن للكافيين فوائد متعددة عند تناوله باعتدال، ومن أبرزها تحسين التركيز والانتباه ، زيادة اليقظة الذهنية وتقليل الإحساس بالتعب ، تحسين الأداء البدني والرياضي ، واحتواؤه على مضادات أكسدة تساهم في حماية الخلايا.

وقال إن الإفراط في استهلاكه بكميات عالية يؤدي إلى بعض الأضرار التي تتمثل في الأرق وصعوبة النوم ، كما أثبتت الدراسات العلمية أن الكافيين قد يعيق الدخول في النوم العميق ويؤدي إلى تقليل جودته ففي دراسة منشورة في مجلة Journal of Clinical Sleep Medicine، تبين أن تناول الكافيين قبل النوم بست ساعات فقط يقلل من مدة النوم الإجمالية ويؤثر على عمقه، بينما نشرت مجلة مراجعات طب النوم عام 2023 تحليلا ل 24 دراسة بهدف تحديد الوقت الذي لا ينبغي بعده تناول الكافيين قبل النوم حيث أدى استهلاك الكافيين إلى تقليل إجمالي وقت النوم بمقدار 45 دقيقة وكفاءة النوم بنسبة 7%، مع زيادة في زمن بدء النوم بمقدار 9 دقائق والاستيقاظ بعد بدء النوم بمقدار 12 دقيقة ، وانخفضت مدة النوم العميق11.4 دقيقة لذا فقد نصحت الدراسة انه لتجنب انخفاض مدة النوم الإجمالية ينبغي تناول القهوة (107 ملغ لكل 250 مل) قبل 8.8 ساعات على الأقل من موعد النوم ، كما أظهرت دراسة أخرى نشرت في مجلة Sleep Medicine Reviews أن الأفراد الذين يستهلكون الكافيين في ساعات المساء يعانون من تقطع النوم وزيادة حالات الاستيقاظ الليلي ، وكل ذلك يجعل الأشخاص أكثر عرضة للإرهاق في اليوم التالي ، بجانب ذلك سرعة ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم لدى بعض الأشخاص ، القلق والتوتر ، ومشكلات في الجهاز الهضمي مثل الحموضة أو تهيج المعدة.

وعن سؤال : هل الكافيين يسبب إدماناً للقهوة ؟ أوضح د.ضياء بقوله : إن الكافيين لا يندرج تحت الإدمان المرضي الشديد مثل المواد الممنوعة ، لكنه قد يسبب اعتياداً نفسياً وجسدياً، حيث يشعر الشخص بأعراض انسحابية مثل الصداع، التعب، ضعف التركيز، وتقلب المزاج عند التوقف المفاجئ واستشهد بالدراسة التي نشرتها مجلة Soa Chongsonyon Chongsin Uihak عام 2019 عن العلاقة بين الإدمان على المشروبات الغنية بالكافيين والإرهاق النفسي واضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط على 511 طالبًا جامعيا ، حيث تبين أن المجموعة التي تناولت كميات كبيرة من الكافيين كانوا أكثر عرضة لظهور أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، بالإضافة إلى مستويات أعلى من الإرهاق النفسي والاندفاعية ، حيث نصحت الدراسة انه بحاجة إلى تدخلات فعالة وفي الوقت المناسب لأولئك الطلاب المعرضين لخطر الإدمان على المشروبات التي تحتوي على نسبة عالية من الكافيين

ويقدم د.ضياء جملة من النصائح الصحية للتعامل مع الكافيين بشكل صحي ومنها : تجنب شرب القهوة أو الشاي بعد الساعة السادسة مساء لتقليل خطر الأرق ، تجنب مشروبات الطاقة والمشروبات الغازية كونها تحتوي على نسب عالية من الكافيين والسكريات ، استبدال بعض الأكواب اليومية بمشروبات صحية مثل شاي الأعشاب البابونج، النعناع أو مشروبات خالية من الكافيين ، التقليل التدريجي من الاستهلاك لتفادي أعراض الانسحاب مثل الصداع والتعب ، اختيار القهوة منخفضة الكافيين للراغبين في التمتع بمذاق القهوة دون التأثيرات المنبهة القوية ، الحرص على مراقبة الاستجابة الفردية خاصة لدى مرضى القلب والضغط والحوامل، حيث قد تكون حساسيتهم للكافيين أعلى من غيرهم.

واختتم د.ضياء حديثه بالتأكيد على أن الاعتدال هو الأساس، حيث تعتبر الكمية اليومية الآمنة لمعظم البالغين بحدود 200 وقد يزيدها البعض الى 300 ملغ من الكافيين (أي ما يعادل 2 إلى 3 أكواب من القهوة) ، اما المرأة الحامل فيفضل بشرب القهوة بمعدل محدد وهو 150 ملغ من الكافيين يوميا كما نصح بعدم تناوله قبل النوم بـ 6 ساعات على الأقل، والحرص على مراقبة الاستجابة الفردية للجسم، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من مشكلات قلبية أو عصبية.