الشاعر بغداد سايح
الــعـائـلاتُ بــقــوْمٍ طــلّـقـوا خـلَـعـوا
مــثـلُ الـغـيـاهبِ فـيـها يـكـبرُ الـهـلَعُ
كـــــأنَّ مُـجـتـمَـعًـا يــمــتـدُّ مُـفـتـرَقًـا
عــلــى مــواجِـعِـهِ أنــذالُــهُ اطّــلَـعـوا
تــشـتّـتْ أُسَـــرٌ صـــارتْ بــكُـلِّ فـــمٍ
مـــنَ الـحـوادثِ بـعـدَ الـمـضغِ تُـبـتلَعُ
فــمــنْ يُــربّـي لــنـا مُـسـتـقْبَلًا ثــمِـلًا
هــنــاكَ أفــسـدَهُ الإجـــرامُ والــدَّلَـعُ؟
تـسـاقطتْ بـيننا الأخـلاقُ وانـتصرتْ
أمــامـهَـا شــهــواتٌ ســاسَـهـا الــوَلَـعُ
وإنَّـمـا الأمــمُ الأشـجـارُ مـا ضـحكَتْ
ثــمــارُهـا فــــإذا جــفَّــتْ سـتُـقـتَـلَعُ!
عــنِ الـعقيدةِ مـالَ الـناسُ؛ مـالَ بـهمْ
دمُ الـغرورِ؛ كـمِ اعْـوجُّوا وكمْ ضلَعوا
يـبـيعهمْ كــلُّ ذنــبٍ يـشـتري غـدَهـمْ
ولا يُــبــالـي بــسِـعْـرٍ؛ إنَّــهــمْ سِــلَــعُ!
لــهـمْ غــيـابٌ وخـيـمٌ عــنْ مـبـادئِهمْ
لِـذا اعـتَلوْا حـطَبَ الأحـزانِ وانْدَلَعُوا
يــراهــمُ الـقـلـبُ أحــقـادًا إذا نــزلـوا
ويـسـمعُ الـبُـغْضَ مـنـهمْ كـلَّما طـلَعُوا
تـشـبَّـثوا بــظـلامِ الـبـؤسِ فـانـطفأتْ
فـضائلُ انـسلخوا مِـنْ نُورِها انخلَعُوا
مرّوا على الجُرحِ لا إحساسَ يردعهمْ
ذابـتْ نُـهاهمْ وضـاقَ الـسّيرُ إذْ مَلَعُوا
تـفـرَّقُوا داسـهـمْ فــي أرضِـهمْ حَـسَدٌ
كــمـا يـــدُوسُ ســـوَادَ الأمَّــةِ الـكـلَعُ
يـطُولُ مَـنْ ركِـبَ المعنى فما قصرَتْ
بــــهِ الـمـطـامـحُ يــوْمًـا؛ إنَّـــهُ شَــلَـعُ






