ا/علي محمد خرمي
فمن داري سنا هَدْيٍ وأنوارِ
بِوَحْيِ اللهِ للمختارِ بالغارِ.
فشعَّ سناهُ من أُمِّ القُرَى نورًا
فعمَّ الخيرُ للدُّنيا بإعْمَارِ.
فكانتْ مكَّةُ الغَرَّاءُ مَوْلِدَهُ
ومشْفَى النَّفْسِ من زَيْغٍ وأوزارِ.
نسيمُ الحُبِّ هَبَّ اليومَ من داري
يعانقهُ الوفا في يومِ تِذْكَارِ.
تَدَاعَى وَصْلُهُ شوقًا بملحمةٍ
بِذِكْرَى عِزَّةٍ تسمو بإكْبَارِ.
فجئتُ أعانقُ اللحَظَاتِ في شَغَفٍ
أسيرُ بفرحتي جَذِلًا بمشواري.
ركبتُ البحرَ لمْ أخشَ بهِ موجًا
قطعتُ البيدَفي ليلِ الدُّجَى السَّاري.
سلاحي في دروبي عَزْفُ أغنيةٍ
عتادي الحُبُّ أنغامي وأوتاري.
رَضَعْتُ نقاءَ هذا الحُبّ من صِغَرٍ
فما دَنَّسْتُ بالتَّزْيِيْفِ أفكاري.
وعِشْتُ عليهِ من عَهْدِ الطُّفُوْلَةِ لمْ
أزلْ أحذوهُ في يُسْرٍ وإِعْسَارِ.
فحُبُّ الأرضِ مثل العِرْضِ نحفظُهُ
فروحي دونهُ صَوْنًا من العَارِ.
خذي منّي وتينَ القلبِ زُفِّيْني
فداءً عنكِ في دَفْعٍ لأخْطَارِ.
فكنتِ غِطَاءَ مشتى العمرِ كمْ دَفَّى
وكنتِ الظِّلَّ من حَرٍّ ومن نارِ.
وكنتِ ربيعَ عُمْرٍ عِشْتُ زَهْرَتَهُ
وإنْ يقسو خَرِيْفِي كنتِ أمطاري.
ويا عيدي الّذي قَدْ هَلَّ مَقْدمُهُ
يفوحُ شذاهُ من وردٍ وأزهارِ.
ويا أنشودةَ الأيَّامِ لمْ أنسَ
حَنَانًا فَاضَ من ينبوعِكِ الجاري.
ورايتُكِ العلا خفّاقة تعلو
بها سيفانِ تَقْصِمُ كُلَّ جَبَّارِ.
نذرتِ العُمْرَ للإسلامِ ناصرةً
وخادمةً لحُجَّاجٍ وعُمَّارِ.
وقادتُنَا ميامينٌ فكمْ بذلوا
بِصِدْقِ العَوْنِ للإخوانِ والجارِ.
فكانوا بالشِّدَائدِ خيرَ من جبروا
قلوبًا قَدْ شَكَتْ من وَقْعِ إِعْصَارِ.
فسلمانُ النّدى تسمو مكارِمُهُ
يقودُ الأرضَ في عَزْمٍ وإصْرارِ.
يساندهُ محمَّدُ في مسيرتهِ
فهذا الفَذُّ من أَسَدٍ ومغْوارِ.
رياضُ المجدِ لاحَ العيدُ صَبَّحَنَا
بطَلَّتِهِ شَدَا طَرَبًا كأطيارِ.
تراها في ظلامِ الليلِ جوهرةً
فيسطعُ حُسْنُهَا فالليلُ قَمَّاري.
وتسبحُ في سماءِ الفخرِ عازفةً
نشيدَ المجدِ في صُبْحٍ وأسمارِ.
فيا داري عزفْتُ الحُبَّ ملحمةً
تَدَفَّقَ صادقًا من عَذْبِ أشعاري.
وفائي اليوم في يومِ الوفا عَهْدٌ
فِدَاكِ الرُّوْحُ من مَكْرٍ وغَدَّارِ.
ويا سعدي وياشمسي وأقماري
ويا لحني وأغنيتي وقيثاري.
ويا أرضَ القداسةِ عِشْتِ شامخةً
سكنتِ القلبَ بالعينينِ يا داري.






