في مسرح الأرواح، لا حاجة لأن يثقل العتاب القلوب، ولا أن تُنهك التبريرات الأرواح. فالنقاء أسمى من الحساب، والروح أوسع من ضيق الكلمات.
العتاب يجرح نبل المحبة، والتبرير يستهلك وهج الصفاء. فما حاجتنا إلى أن نُفتِّش في الغياب، أو نُسهب في التفسير؟ إن كانت القلوب صافية، فالصمت أبلغ من كل حروف، وإن كانت ملوّثة، فلن يطهّرها ألف اعتذار ولا ألف تبرير.
إنّ الأرواح النقيّة لا تطلب تفسيراً، لأنها تُبصر باليقين لا بالظنون، ولا تُقاضي في محاكم الكلام، لأنها تدرك أن الصفح أرقى من الجدل، وأن الكرامة أسمى من المساومة.
فلنرفع المقام إلى حيث السمو:
• لا للعتاب الذي يُتعب القلوب.
• لا للتبرير الذي يُهين العطاء.
دعوا الروح تسكن في طمأنينتها، ودعوا القلوب تتصافح بسلامها الفطري، فما خُلِقنا لنُحاكم بعضنا بعضاً، بل لنتعانق بإنسانيتنا، ونرتقي بملائكية أرواحنا.
في النهاية، لا يُزهر الودّ باللوم، بل بالتسامح. ولا يُخلّد الحبّ بالجدال، بل بالصمت المضيء. فلتكن قلوبنا أوسع من الغياب، وأرحب من الجراح، ولتكن إنسانيتنا الجسر الذي نعبر به إلى بعضنا… بلا عتاب، وبلا تبرير.
جمعة جامعة
بالولاء والتسليم
⸻
عبدالعزيز الحسن






