✍🏻 بقلم: أحمد علي بكري
ليس كل ما في خواطرنا يُقال، وليس كل ما يُقال مقصودًا، وليس كل ما يُكتب واقعًا نعيشه… فثمة مسافة بين ما يختلج في أعماقنا وما يخرج على ألسنتنا، وبين ما نكتبه ونعيشه فعلًا. إنها مسافة سرّية يسكنها الصمت، حيث ينمو الحلم بعيدًا عن ضجيج التفسير، وحيث تتوارى الحقيقة خلف ستائر الرمز.
في إشراقة الصباح، حين يتنفس الندى فوق أوراق الشجر، وتُزهر الأرواح في نقاء اللحظة الأولى، يتجلّى جمال الحياة لا في عظمة المظاهر، بل في بساطة الروح. ابتسامة صادقة تُضيء ملامحنا، وقلب نظيف يغسل شوائب الأمس، وتعامل حسن يُعيد للوجود لونه الإنساني، ونفس مرحة تُطرب الكآبة بصوت الفرح، وكلمة طيبة تُشيّد جسورًا لا تهدمها الأعاصير.
الحياة ليست سوى مرآة لداخلنا: إن كان القلب معتمًا، فلا شمس كافية لإضاءة أي صباح، وإن كان طاهرًا، فإن شعاعًا واحدًا من الروح يكفي لإنارة العمر كله. فكن جميل الخُلق، رقيق العبارة، نقي السريرة؛ حينها، ستجد أن القلوب تهواك قبل أن تسعى إليها، وأن الأرواح تُقبل عليك قبل أن تدعوها.
الجمال الحق لا يُشترى، بل يُعاش. يُعاش في طريقة مصافحتك للآخرين، في نظرة عينيك حين تلتقي بعيون متعبة، في دفء صوتك حين تُخاطب قلبًا مكسورًا، وفي لطفك حين تمنح الآخرين ما يفتقدونه: الأمان.
إنها إشراقة صباحية تقول لنا: كن جميلًا من الداخل، ليغدو الخارج امتدادًا لضيائك. ففي النهاية، لسنا سوى ظلال لقلوبنا، وصدى لابتساماتنا، وذكرى لأخلاقنا.
#صباح_القلوب_الجميلة 🌺♥






