الرئيسية مقالات بندر جيزان في صدر الإسلام: بوابة البحر وملتقى الحضارات

بندر جيزان في صدر الإسلام: بوابة البحر وملتقى الحضارات

439
0

 

بقلم: أحمد علي بكري

يُعد بندر جيزان من المرافئ التاريخية الهامة على سواحل البحر الأحمر، حيث لعب دوراً محورياً منذ صدر الإسلام في تنشيط الحركة التجارية والبحرية، فارتبطت به طرق التجارة القادمة من اليمن والحجاز والمتجهة شمالاً نحو مكة المكرمة والمدينة المنورة.

وقد عُرفت المنطقة قبل الإسلام بوفود بعض قبائل عكّ القحطانية، وهي من أقدم القبائل التي سكنت السواحل الجنوبية للحجاز وامتدت نحو تهامة، وكان لها ذكر في كتب الأنساب والتاريخ. ومع اتساع رقعة الدولة الإسلامية في القرن الأول الهجري، ظل موقع جيزان الساحلي مركزاً لرسو السفن التجارية، ومعبراً للبضائع القادمة من اليمن والحبشة عبر البحر الأحمر.

وفي القرن الثاني الهجري، ورد ذكر بني عقيل ضمن القبائل التي انتشرت في تهامة والسواحل الجنوبية، وهم يُنسبون إلى عقيل بن أبي طالب رضي الله عنه، حيث كان لهم حضور في المنطقة، ما يعكس استمرار أهمية الميناء كمحطة جذب للقبائل والتجار. وقد ساهم هذا الحضور في تعزيز النشاط التجاري والاقتصادي وربط جيزان بالمراكز الإسلامية الكبرى.

إن التاريخ البحري لبندر جيزان يوضح أنه لم يكن مجرد مرفأ محلي، بل نافذة حضارية واقتصادية تفاعلت من خلالها المنطقة مع محيطها العربي والإسلامي، لتبقى شاهدة على عمقها التاريخي ودورها الحيوي منذ صدر الإسلام