جازان _ عـــــــــادل بكري
الوهم هو الصورة التي نرسمها في خيالنا، ونُصدق أنها حقيقية، رغم أنها لا تملك أساسًا في الواقع. هو الحلم الذي لم يُبنَ على منطق، والظن الذي لم يُدعَم بدليل، والتوقّع الذي لا يملك أرضًا يقف عليها.
حين نصدق ما لا وجود له
نحن لا نخدع أنفسنا دائمًا عن قصد، لكن الوهم يتسلل إلينا بهدوء. يبدأ بفكرة صغيرة، ربما أمنية أو رغبة، ثم يكبر في داخلنا حتى يبدو كأنه واقع نعيشه. قد نُوهم أنفسنا بمحبة لا وجود لها، بفرص لم تُخلق، أو بنجاح قادم دون عمل.
نعيش في تلك الصورة، نتمسك بها، ونرفض تصديق أنها فارغة. والوهم كلما طالت إقامته، كلما أصبح خروجه مؤلمًا.
الفرق بين الأمل والوهم
ليس كل ما نحلم به وهمًا. الأمل مبني على احتمال، على خطوات نسير فيها، على رؤية واضحة وإن كانت بعيدة. أما الوهم، فهو انتظار بلا حراك، وبناء بلا أساس، وثقة في شيء لا يثبت أمام أول اختبار.
الفرق بينهما هو أن الأمل يدفعنا للأمام، بينما الوهم يُبقينا في مكاننا، نتمنى ونتخيل، لكننا لا نتحرك.
لماذا نلجأ إلى الوهم
أحيانًا نلجأ إلى الوهم لأن الحقيقة موجعة. نختبئ خلف صور نُحبّها، حتى لو لم تكن واقعية، لأننا نخشى المواجهة. الوهم يعطي شعورًا مؤقتًا بالراحة، لكنه في النهاية يترك فراغًا أكبر.
قد نُقنع أنفسنا أن شخصًا ما يهتم، أو أن الأمور ستتغير من تلقاء نفسها، أو أن النجاح سيأتي دون جهد. لكن الحقيقة لا تنتظر من يتخيل، بل من يعمل ويواجه ويتعلم.
خاتمة: اكسر الصورة
في لحظة الصدق مع الذات، نحتاج أن ننظر إلى “الصورة” التي نُطاردها، ونسأل أنفسنا:
هل هي حقيقية
هل تملك أساسًا
هل تسندها الوقائع، أم نبنيها فقط بما نُحب أن نراه
الوهم قد يبدو جميلاً، لكنه هشّ. والصورة التي لا أساس لها، ستنهار حتمًا إن لم نبادر بإزالتها قبل أن تُسقطنا معها.
ولا تنسَ، أن الأمل الحقيقي هو شعلة تُضيء طريقك، تدفعك لتحويل الأحلام إلى حقائق، فابدأ اليوم بخطوة صغيرة، ولا تسمح للوهم أن يسرق منك قوتك وإرادتك. أنت قادر على بناء واقع أفضل، فقط ثق بنفسك، واجعل الأمل دليلك نحو النجاح.






